ستكون زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المقررة غدا الإثنين فرصة يتباحث فيها رئيس الدبلوماسية الروسي مع كبار المسؤولين الجزائريين حول عدد من المسائل ذات الطابع الاستعجالي، لاسيما تلك التي تخص الوضع الجهوي والاقليمي، إضافة إلى العلاقات الثنائية، حيث من المنتظر أن تكون القضيتين السورية والليبية من بين أهم القضايا المناقشة، خاصة ما تعلق منها بالتدخل العسكري في ليبيا بعد أن جددت الجزائر تمسكها بالحل السلمي والسياسي في هذا البلد. وتأتي زيارة لافروف لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في إطار التشاور السياسي الدائم بينهما، والذي يشمل مسائل ذات اهتمام مشترك، كما ستشكل فرصة لاستعراض المبادرات في مجال التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقوية والثقافية قصد تعزيز العلاقات بين الجزائر وروسيا، وتتزامن هذه الزيارة مع مشاركة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل اول أمس بموسكو في الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الروسي العربي. وخلال هذه الدورة ابرز مساهل العلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين الجزائر وروسيا و العلاقات القوية التي تتميز على الصعيد السياسي بالتشاور الدائم والمستمر حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وعلى الصعيد الاقتصادي بتعاون متعدد الأشكال يزداد تكثفا يوما بعد يوم و الدليل على ذلك الدورة الأخيرة لمجلس الأعمال الجزائري الروسي التي عقدت في موسكو بمشاركة زهاء مائة المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين. وخلال النقاش ذكر مساهل بموقف الجزائر بشأن مختلف القضايا السياسية التي تم الطرق إليها لاسيما البحث عن حلول سياسية للازمات التي تعصف بالعالم العربي عن طريق الوسائل السلمية والحوار ودون تدخل خارجي و الكفيلة بالحفاظ على السيادة والسلامة الترابية وكذا وحدة الشعوب. وتكون قد مرت 15 سنة من توقيع اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، اللذين تجمعهما علاقات سياسية متينة، ويطمحان في ظل الوضع الراهن إلى إعطاء دفع لعلاقتهما الاقتصادية، خاصة وأن الشراكة الإقتصادية بين البلدين توصف بالهامة، وهو ما عكسه تنظيم أول منتدى لرجال أعمال البلدين في موسكو يوم 9 فيفري الجاري، والذي عرف مشاركة مكثفة لمتعاملي البلدين للنظر في إمكانية عقد شراكات أو إنجاز استثمارات مباشرة في عدة قطاعات.