كتاب جديد عن تنظيم القاعدة، يضاف إلى مكاتب الولاياتالمتحدةالأمريكية ليتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعا، ولكنه يختلف في الشكل والمضمون عن جميع الكتب الأميركية السابقة التي صدرت حول تنظيم القاعدة، إذ لا يتطرق إلى موضوع القاعدة إلا في فصل واحد من فصول الكتاب! متبعا خطى السير ريتشارد بورتون ولورنس العرب، يقدم المؤلف والباحث هوغ بوب استكشافاته الحديثة ورحلته في العالمين العربي والإسلامي، التي ترتكز على التحليل أكثر من ثلاثة عقود من قضايا السياسات والدين ومطامح الشعوب المسلمة لكي تثبت ان منطقة الشرق الأوسط هي أكثر من مجرد »عالم إسلامي« ذي وحدة متراصة. ينقب مؤلف الكتاب بوب في ثمانية عشر فصلا حول الحضارات المختلفة المذهلة التي مرت أو مازالت موجودة في منطقة الشرق الأوسط، من جنوب السودان إلى أفغانستان، ومن إسلام أباد إلى إسطنبول، حيث أمضى المؤلف ثلاثين عاما ما بين العيش والسفر في الشرق الأوسط، منذ عام 1980، وزار كلا من سوريا والسودان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية، حيث ضمت مذكراته معالجة لمواضيع تتطرق إلى السياسة والمجتمع والدين والاقتصاد، وتتراوح ما بين السلوك الاجتماعي للرجال في الشرق الأوسط، ومقتل دانييل بيرل، والحرب العراقية الإيرانية، وأشعار الشاعر الصوفي الفارسي حافظ. ويطرح هوغ بوب في كتابه »عشاء مع تنظيم القاعدة« تحقيقه ورحلاته في الشرق الأوسط التي غالبا ما كانت محفوفة بالمخاطر، حيث التقى في مرحلة ما مع مبشر من تنظيم القاعدة، وأجبر بوب على الاقتباس من آيات القرآن لكي يفاوض على عدم قتله! ويلقي المؤلف الأمريكي نظرة معمقة حول المجتمعات العربية والإسلامية المختلفة والتي غالبا ما أسيء فهمها وتصويرها من قبل المراسلين السطحيين في أمريكا والشعب الأمريكي الذي مازال يتساءل: »لماذا يكرهوننا«؟. وبسرده لطرائف حميمة وشخصية ناجمة عن خبرات من جبهات الحرب إلى الأسواق وقصور الملوك، ينسج بوب رواية غنية تشتمل على الفن والطعام والشعر والعادات والتاريخ الحيوي في الشرق الأوسط. تجمع رواية »عشاء مع القاعدة« تقاليد الروايات الكلاسيكية لأشباح البلقان ومن بيروت إلى القدس وتلقي الضوء على جزء معقد بشكل مطلق من العالم. كما يعالج المؤلف بعمق أبعاد السياسة الخارجية الأمريكية التي تهدف إلى الارتباط بشكل بناء مع الشعوب المسلمة والعربية، ويحلل أبعاد الاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الأوسط. وأخيرا يرى النقاد أن هذا الكتاب »عاطفي« يدور حول مغامرات المؤلف في الشرق الأوسط، ويضم في جنباته بعضا من القصص المهمة جدا التي لم ترو مسبقا من أزمنتنا المعاصرة. تتبع الرواية نمط العرض الحر مع أنها تنتهي بفصول عدة تركز على العراق في السنوات قبل الغزو الأمريكي وبعده. يبدو أسلوب الكاتب صحفيا، ولكن تهيمن شخصية الكاتب وانغماسه الطويل في المنطقة، فيشجب الدعم الأمريكي لإسرائيل، وقصور فهم السياسيين الأمريكيين لطبيعة وأسباب نشوء تنظيم القاعدة، وميل الغرب لمعاملة الإسلام والحضارات الإسلامية على انها »خطر يهدد الغرب«. وفي الختام، يبدو اختيار المؤلف هوغ بوب لعنوان الكتاب مربكا: فباستثناء حوار بسيط أجراه بوب مع أحد الأفراد المتنفذين من القاعدة في أفغانستان فليس للكتاب أي علاقة مع القاعدة. لمحة عن المؤلف يقيم هوغ بوب حاليا في إسطنبول مع مجموعة الأزمة العالمية. وقد عمل في السابق مراسلا لصحيفة وول ستريت يغطي منطقة الشرق الأوسط على مدى عقد من الزمان. وقد أعطى محاضرات عديدة حول العالم التركي، بما في ذلك في معهد سميثسونيان في واشنطن. بوب مؤلف كتاب أبناء الغزاة، أحد أفضل كتب الإيكونومست على مدى العام، تركيا مكشوفة النقاب، الكتاب البارز في نيويورك تايمز. بوب عالم تلقى دراسته في الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد ومراسل أجنبي سابق معروف لصحيفة وول ستريت، عاش وعمل في أكثر من عشرين دولة في المنطقة