سيشرع قريبا عبر ولاية جيجل في مخطط عمل من أجل مكافحة بلا هوادة للأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق المياه والحيوانات، حسبما صرح به الوالي العربي مرزوق في افتتاح لقاء إعلامي وتحسيسي حول هذه الأمراض. وستستهل هذه العملية في الميدان بالقضاء على الكلاب الضالة، وذلك بداية أفريل المقبل بالتنسيق مع المصالح الأمنية عبر الولاية، وفقا لما أكده المسؤول التنفيذي الأول للولاية خلال هذا اللقاء الذي ضم عديد المسؤولين التابعين لقطاعات كل من الفلاحة والصحة والري والتطهير والتجارة. وبعد أن دعا كافة الفاعلين إلى الانخراط أكثر من أجل إنجاح هذه العملية، عبّر عن استيائه من وجود بعض النقاط السوداء في مجال الأمراض المعدية، معتبرا أنه من غير المقبول أن نجد أنفسنا في مواجهة أمراض تقتصر على بلدان متخلفة. وذكر في هذا السياق بمجهودات الدولة في مجال حماية صحة المواطن، قبل أن يلح على أهمية وضرورة التنسيق بين مختلف القطاعات ومختلف المتدخلين، وفي مداخلة تناولت مخطط مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ، كشف من جهته الدكتور عبد السلام خلالف مختص في علم الأوبئة بمستشفى الطاهير بأن الوضعية الوبائية بهذه الولاية لا تدعو إلى القلق . وأضاف بلغة الأرقام أن السنة المنصرمة (2015) تم تسجيل ما مجموعه 38 حالة لأمراض معدية تتمثل في الليشمانيا الجلدية والليشمانيا الأحشائية والملاريا، وكذا ما يسمى بحمى غرب النيل. وقد ظلت هذه الوضعية ثابتة في الفترة ما بين 2010 و2015 من خلال 113 حالة -وفقا لهذا المختص- أي بمتوسط 18 حالة سنويا. وبشأن التدابير والإجراءات الوقائية، ألح هذا المختص في علم الأوبئة على القضاء على الكلاب الضالة والمتوحشة و مكافحة الفئران والبعوض عبر مجموع المناطق الحضرية والبلديات. واستنادا لنفس المصدر، فإن فترة مكافحة عوامل نقل هذه الأمراض تكزون بين أفريل ونوفمبر من خلال تدخلين اثنين في الشهر. أما المحور الثاني والمتعلق بالأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان على غرار الكيس المائي والكلب والحمى المالطية، فقد نال أيضا نصيبه من الشرح بالقدر الكافي خلال هذا اللقاء. ووفقا لمعطيات مديرية الصحة والسكان بالولاية، فإن 71 حالة فقط للأمراض المتنقلة إلى الإنسان عن طريق الحيوان تمّ تسجيلها عبر هذه الولاية في الفترة ما بين 2010 و2015. وتبقى عظات الحيوانات الضالة الأكثر انتشارا بهذه المنطقة -حسبما أشار إليه مسؤولو الصحة- الذين أبرزوا ضرورة وأهمية حملات التلقيح الوقائي لرؤوس الثروة الحيوانية للوقاية من انتقال أو انتشار لمثل هذه الأمراض.