كشف تقرير السداسي الأول من السنة الجارية لمصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية المسيلة، عن الحصيلة الوبائية للأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان، حيث تم تسجيل 206 حالة إصابة بالحمى المالطية، 1825 إصابة بداء الليشمانيا الجلدية و531 حالة أخرى لعضات الكلاب.وحسب ذات التقرير الذي تمت مقارنته بالأرقام المسجلة خلال السداسي الأول من السنة الماضية، فإن الوضعية الوبائية في تزايد مستمر خاصة بعد اتساع رقعة الإصابات لتشمل عاصمة الولاية، بعدما كانت منحصرة في المناطق النائية على شاكلة البلديات التي تقع بجنوب الولاية، والتي تنعدم فيها مظاهر التحسين الحضري. وبالعودة للأرقام المسجلة خلال السداسي المذكور من السنة الجارية، فإن عاصمة الولاية احتلت المرتبة الأولى في معدلات الإصابة، حيث سجلت بها 369 حالة بداء الليشمانيا الجلدية من مجموع 1825 إصابة على مستوى 46 بلدية المتبقية، و60 حالة لعضات الكلاب من بين 531 حالة.وأشار التقرير إلى حالات الهجرة نحو المصالح المختصة في مكافحة الأمراض المذكورة على مستوى عاصمة الولاية، حيث أن أغلب الحالات المسجلة كانت لمواطنين وافدين من باقي بلديات الولاية خاصة الجهة الشرقية والجنوبية.وحول تفشي هذه الأمراض، تؤكد مصادر مطلعة ل”الفجر” أن المجالس البلدية المنتخبة تأتي في المقدمة، بعدما أعلنت أغلبها الحرب فيما بينها من خلال الصراعات الحزبية والعشائرية التي أدت في الأخير إلى الانسداد التام، وهو ما ساهم كثيرا في بروز عدة أمراض وأوبئة كانت تتطلب التجنيد المستمر لها باعتبارها شريكا أساسيا في حماية المواطنين، كما أن مصالح الفلاحة والبناء والتعمير والتجهيزات العمومية تخلت هي الأخرى عن دورها من خلال وضع مخططات ناجعة للتحسين الحضري والقضاء على المئات من بؤر الأمراض، على غرار الأطنان من فضلات الدجاج التي تحاصر سكان قرية أولاد سالم ببلدية بلعايبة، والتي تحولت إلى مرتع للكلاب الضالة التي فرضت حصارا على السكان، وكذا الذباب الذي غزا بيوت المواطنين ونغص عليهم حياتهم اليومية، إضافة إلى أمراض الحساسية والليشمانيا الجلدية التي تكلف الدولة ميزانية جد معتبرة.