شهدت حوادث المرور خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا على مستوى عدة ولايات، خاصة ما تعلق بحوادث المرور التي يتسبب بها سائقو الحافلات، حيث عرفت الآونة الأخيرة حوادث مرور لحافلات نقل ذهب ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، الوضع الذي بات يستدعي تدخلا عاجلا على جميع المستويات لوضع حد لهذا الإجرام المروري الذي بات يحصد يوميا أرواح المواطنين. وفي ذات السياق، أشار عبد القادر بوشريط، رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص أن نوعية الحافلات هي من بين أسباب كثرة حوادث المرور كون معظمها لا يطابق المعايير الدولية، ومنها ما يتضمن قطع غيار مغشوشة، فيما أشار أيضا إلى فوضى النقل، موضحا أن بعض المناطق بها فائض من خطوط النقل ما يسبب تنافسا بين السائقين، وهو ما يؤدي بهم إلى السرعة وارتكاب الحوادث، مؤكدا على ضرورة وضع مخطط للنقل، ناهيك عن نوعية الطرقات. من جهة أخرى، أكد عبد القادر بوشريط، أن النقابة طالبت في العديد من المناسبات بضرورة تكوين وتوعية السائقين ميدانيا وليس مجرد عقد اجتماعات مع إطارات في مديريات النقل أو الوزارة أو حتى النقابات، فيما دعا إلى ضرورة إعادة النظر في مدارس تعليم السياقة وإجبارية منح تكوين احترافي للمترشحين للحصول على رخص السياقة، خاصة المتعلقة بالحافلات والشاحنات. ضرورة القضاء على تزوير رخص السياقة ودعا بوشريط، في تصريح ل السياسي إلى ضرورة القضاء على ظاهرة تزوير رخص السياقة من خلال الحصول عليها دون الخضوع إلى التكوين أو حتى اجتياز امتحان السياقة، مؤكدا أن نسبة كبيرة من حوادث المرور المتسبب الأول فيها السائقون الذين تحصلوا على الرخص عن طريق المحاباة و المعريفة ولم يخضعوا لأي تكوين، مشددا على ضرورة أن يكون هناك تربصا حقيقيا واحترافيا مع تطبيق القوانين الردعية على السائقين. بدوره، أكد أحمد أودية، رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، أنه رغم الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف الجهات المعنية في ما يتعلق بالحد من حوادث المرور، إلا أن الأمور لازالت على حالها، حيث تم تسجيل ارتفاع في الحوادث خلال الفترة الأخيرة ومنذ بداية الشهر الفضيل، مرجعا الأمر إلى السائقين الذين لا يحترمون القوانين، موضحا أنه لوم تم احترام قانون المرور لما سُجلت نسبة كبيرة من الحوادث، مضيفا أن 60 بالمئة من النساء يجتازون امتحان تعليم السياقة و40 بالمئة وسط الرجال، فيما تم تسجيل نسبة كبيرة من حوادث المرور وسط فئة الرجال، ما يدل على أن المرأة تحترم قانون المرور مقارنة بأخيها الرجل. تطبيق برنامج تكوين جديد يحد بنسبة 40 بالمئة من الحوادث ودعا أودية، أمس في تصريح ل السياسي إلى ضرورة إلغاء المترشحين الأحرار لحيازة رخص السياقة، موضحا أن نسبة كبيرة من المترشحين الأحرار يقومون بإيداع الملفات الإدارية على مستوى مديريات النقل للحصول على رخص السياقة دون الخضوع للتكوين واجتياز الامتحان، مؤكدا أن إلغاء الترشح الحر للحصول على رخصة السياقة سيمكن من تخفيض نسبة 20 بالمئة من حوادث المرور، إلى جانب تطبيق برنامج التكوين الجديد لمدارس تعليم السياقة من خلال رفع ساعات التكوين إلى 55 ساعة ما سيسمح بتخفيض نسبة حوادث المرور إلى 40 بالمئة، مشيرا أنه ما دام التكوين لم يطبق ستبقى حوادث المرور على حالها.