أثار الروائي المتنصل من جزائريته بوعلام صنصال ، موجة سخط عارمة ليست هي الأولى من نوعها في أوساط المثقفين والكتاب والأسرة الثورية على خلفية مقال له نشر على أعمدة جريدة لوموند الفرنسية، يشبه فيه هجوم نيس الإرهابي الأخير، بما كان يجري من أعمال مقاومة ضد المستعمر أيام الثورة التحريرية. وصف كتاب و مجاهدون جزائريون، الروائي بوعلام صنصال، بأنه يعيش اغترابًا كاملًا عن وطنه، جعله يذوب تمامًا في أطروحات استعمارية، تعاقب الضحية وتنتصر للجلاد، ورأوا فيما قاله انحرافًا خطيرًا يجعل من الإرهاب مساويًا لكفاح التحرر المشروع من نير المستعمر. و في السياق شكك الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو في جزائرية الروائي بوعلام صنصال الذي تبنى أطروحات استعمارية بالية أكل الدهر عليها و شرب . وقال عبادو في تصريح ل السياسي إن هذا الكاتب وغيره ممن يدينون بالولاء لفرنسا الاستعمارية ليسوا جزائريين ولا يستحقون أدنى قيمة ،فيما قلل من خطر كتاباتهم على سمعة الثورة التحريرية بين الأجيال ذلك كونها ثورة شريفة ذهب ضحيتها مليون و نصف مليون شهيد و امتدت ل132 سنة و كانت أهدافها الإنسانية و التحررية واضحة أمام العالم أجمع، مثلما أكده الوزير الأسبق للمجاهدين. بدوره قال الكاتب والناقد سفيان طارق على موقع العربي الجديد تعليقا على خرجة ابن بومرداس العاق كما يصفه البعض، أن الربط بين المقاومة والإرهاب في بعض الأدبيات الغربية بالأمر المستجدّ، وليس تهافت بعضُ الكتّاب العرب على تبنّي المقولة ذاتها بجديد أيضاً. لكن ظهور الكاتب الجزائري بوعلام صنصال الأخير على صفحات صحيفة فرنسية قد يشكّل سابقةً من نوعها، لأنّه تبنّى المقولة بأثر رجعي. مبرزا في السياق أن صنصال، في مقاله محطّة للإرهاب بأقلّ تكلفة ، أثبت أن خياله أوسع ممّا نتصوّر جميعاً؛ لدرجة أنه جمع بين نقيضين: ثورةٌ ضدّ استعمار فرنسي استمرّ لأكثر من قرن من الزمن، اغتصب أرضاً وأهدر كرامةً، وأتى على الأخضر واليابس وحصد ما لا يُحصى من الضحايا، وهجوم إرهابي حصد 85 قتيلاً، خمسةٌ منهم جزائريون. يبدو وجهُ المقارنة الذي استند عليه هنا ( الضحايا في كلتا الحالتين هم فرنسيون) سخيفاً جدّاً مثلما أشار إليه الناقد سفيان طارق. واستغرب الكاتب والمؤرخ رابح لونيسي، في رده على انحرافات صنصال، هذا الجهل المتعمد أو المقصود من الروائي بالتاريخ من خلال اعتماده هذا التشبيه، مشيرًا إلى أن الإرهاب الذي يشبه تنظيم إرهابي مثل داعش، هو الاستعمار الفرنسي الذي مارس التقتيل والإرهاب الوحشي ضد شعبنا، وكان يقطع الرؤوس تمامًا مثل الدواعش. وأوضح لونيسي في تصريح لموقع العين الخليجي أمس أنه من غير المسموح لصنصال التشكيك في قيم ثورتنا الوطنية ومشروعية كفاحنا التحرري، لأن ما كتبه ما هو إلا خدمة يقدمها لأي عدوان استعماري في المستقبل على شعوبنا الضعيفة، ومحاولة منه لزرع الغموض بين حركات التحرر والجماعات الإرهابية . و شدد الكاتب رابح لونيسي على أن هدف صنصال الأخير مما كتبه، هو أن توصف حركات التحرر الوطني بأنها تنظيمات إرهابية، خاصة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، معتبرًا أنه بذلك يريد تقديم خدمة لهذا الكيان الذي لم يتوان عن زيارته . هذه الآراء المتطرفة لصنصال، قال عنها الروائي بشير مفتي إنها تفوح برائحة الاغتراب الكامل عن وطنه وتاريخه، منبهًا إلى أن كونه كاتبًا مشهورًا وحقق نجاحًا أدبيًا كبيرًا لا يجعله فوق الاعتراض والنقد. كما قصف مدير النسخة الجزائرية للهافينغتون بوست، سعيد جعفر، ، بوعلام صنصال، مؤكدا انه يمارس الإشهار التجاري في كتاباته، وقال سعيد جعفر في مقال نشره على الموقع الأمريكي الشهير أن، بوعلام صنصال، لا يستحق أن نكتب عليه و لكنه تجاوز كل الحدود بسبه للعربي بن مهيدي و الثورة الجزائرية وكذا مقارنته لأحداث نيس الإرهابية بمعركة الجزائر المعروفة في قاموس حرب التحرير الوطني في إحدى مقالته في الجريدة الفرنسية "لوموند". وكتب سعيد جعفر في مقاله أن صنصال الذي سافر إلى إسرائيل و سبق له و أن تبنى أطروحات الماك يغازل الذين يحنون للجزائر الفرنسية مذكرا أياه بالأكاذيب التي ينشرها في الإعلام الفرنسي بأن كتبه ممنوعة في الجزائر رغم أنها موجودة في أكبر المكتبات إلا أن الإقبال عليها ضعيف جدا.