كشف رئيس المجلس العربي الأعلى للمعمار والعمران وتطوير المدن والخبير الدولي لدى هيئة النقد الدولي، جمال شرفي، عن أنه سيتم عرض التجربة الجزائرية في مجال العمران والإسكان بالتركيز على البرامج الكبيرة المخصصة للقضاء على أزمة السكن خلال مؤتمر الإسكان العالمي، الذي سيتم تنظيمه بالقاهرة بداية من ال11 ديسمبر المقبل. وقال جمال شرفي، لدى استضافته في برنامج ضيف الصباح : سنعرض خلال هذا المؤتمر الذي سينظم بالتنسيق مع مكتب الإسكان للأمم المتحدة خلال الفترة الممتدة من ال11 إلى غاية ال13 ديسمبر المقبل أبرز البرامج السكنية الضخمة التي سطرتها الجزائر للقضاء على أزمة السكن والأحياء القصديرية بحضور خبراء عرب ودوليين، شغوفين، للإطلاع على التجربة الجزائرية في هذا المجال . وفي معرض حديثه عن التهيئة العمرانية التي تفتقدها أغلب ولايات الجزائر، أرجع ضيف الأولى سبب ذلك إلى أن الجزائر بعد الاستقلال لم تعط الأولوية للحفاظ على النسق العمراني، وإنما اعتمدت على البرامج الاستعجالية لإسكان الناس والقضاء على النزوح الريفي. واعتبر جمال شرفي، أن المشكل الذي تعاني منه الجزائر في مجال البناء والعمران يتمثل في الرقابة البعدية والقبلية على المشاريع إلى جانب عدم وجود ترسانة قانونية تؤطر بدقة مهام الدراسة والمتابعة الميدانية للمشاريع، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في هذه القوانين. كما أكد شرفي على أن المهندس الجزائري الذي يمتلك طاقات كبيرة في الابداع والابتكار يتعرض إلى ظلم من خلال دفتر الشروط الذي حرمه من المشاركة في تصميم المشاريع الكبرى في الجزائر. وطالب في السياق ذاته، بضرورة إشراك المهندسين الجزائريين في المشاريع الكبرى بالجزائر التي تعتمد تصاميم بتقنيات عالية مثل قصر المؤتمرات وأوبرا الجزائر ومسجد الجزائر الأعظم مضيفا أن هذا النوع من المشاريع يكون بمثابة ورشة تكوينية للمهندسين، لتمكينهم من مواكبة عملية الإنجاز والتطورات الحاصلة في مجال البناء. من جهة أخرى، أبرز جمال شرفي مهمة المجلس العربي الأعلى للمعمار والعمران وتطوير المدن، الذي يعد هيئة استشارية تضم خبراء عرب من مهندسين معماريين ومهندسين في تصميم المدن والمعمار التنسيق بين مختلف الدول العربية، باعتبارها تمتلك تراثا معماريا مشتركا للحفاظ على هذا الزخم العمراني ووضع دفاتر شروط عربية موحدة لتثمين التراث العربي الموجود.