أكدت جمعية الأسرى والمحررين (حسام)، ان تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي سياسة ممنهجة وتنتهجها أجهزة أمن الاحتلال، بغرض كسر إرادتهم والانتقام منهم. واعتبرت الجمعية، في بيان، أن التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين يأتي بغطاء من جهاز القضاء الإسرائيلي وبتوجيه من حكومات الاحتلال المتعاقبة، مستدلة بالتشريعات والقوانين التي أقرها كنيست الاحتلال والتي تجيز للمحققين الإسرائيليين استخدام ما يسمى بأساليب العنف المعقول ضد الأسرى. وأضافت أن المحققين الاسرائيليين يحظون بحصانة كاملة وغطاء قانوني يشجعهم على ارتكاب جرائم التعذيب ضد الأسرى خلال التحقيق معهم، مشيرة إلى قرار المحكمة العليا للاحتلال المتجدد كل ستة أشهر ويقضي بإعفاء جهاز (الشاباك) الاسرائيلي من توثيق التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين بالصوت والصورة ما يؤكد، كما قالت، محاولات الاحتلال إخفاء جرائم وانتهاكات فظيعة تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين. وأشارت الجمعية إلى رفض جهاز القضاء الإسرائيلي التحقيق في مئات شكاوى التعذيب المرفوعة من قبل المؤسسات الحقوقية المدافعة عن الأسرى والتي تمتلك الأدلة الدامغة على ممارسة التعذيب وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأسرى. وأوضحت أن تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال لا يقتصر على جهاز الاستخبارات الاسرائيلي بهدف انتزاع اعترافات من المعتقلين، إنما هو سياسة ثابتة تطال كافة أوجه حياة الأسرى وتشارك فيها كافة أجهزة أمن الاحتلال وعلى رأسها الجيش الذي ينكل بالمعتقلين منذ لحظة اعتقالهم وقبل بدء التحقيق معهم، إضافة إلى دور السجانين ووحدات القمع في الاعتداء والتنكيل بالأسرى. واشارت الى ان الطواقم الطبية التي تعمل في السجون تتعمد الإهمال الطبي وتشارك المحققين في التعذيب وتزوير التقارير عن الأوضاع الصحية للأسرى وغير ذلك من أساليب التعذيب الممارسة داخل السجون. وأكدت الجمعية أن ممارسات تعذيب الأسرى تعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون الدولي وهي منافية للمادة 85 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تؤكد على حماية المعتقلين وأهمية أخذ جميع التدابير اللازمة والممكنة لضمان إيواء الأشخاص المحميين منذ بدء اعتقالهم والعمل على ضمانات السلامة التي تكفل الحماية الفعالة لهم. وطالبت جمعية (حسام) المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات الأممالمتحدة والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالعمل على توفير الحماية اللازمة للمعتقلين الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف كافة جرائم التعذيب المرتكبة بحقهم وعدم المس بكرامتهم وإنسانيتهم.