يحيي الشعب الفلسطيني يوم الأحد مناسبة " يوم الأسير" الذي يعكس مدى الإلتفاف الشعبي حول الحرية والإصرار على انتزاعها بالرغم من إرهاب الإحتلال الإسرائيلي ووسائل التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي والعزل والقهراليومي التي يتعرض إليها الأسير والمعتقل الفلسطيني. ويشهد يوم الأسير على سياسات الاحتلال وتشريعاته العسكرية الشاذة التي تشكل خطرا على منظومة القيم والقوانين العالمية من خلال وضع الانتهاكات بحق الأسرى في إطار القانون كالتعذيب واعتقال الأطفال ومنع توثيق عملية التحقيق والتغذية القسرية ومنع التعليم وغيرها. و تشيرالأرقام الصادرة عن الجهات المختصة بمتابعة شؤون "الحركة الأسيرة" في سجون الاحتلال إلى أن أكثر من سبعة آلاف فلسطيني يقبعون في 22 سجنا ومركز توقيف, منهم سبعة أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاما, و67 أسيرة و400 طفل و6 نواب, و700 إداري. وبينت الجهات المختصة أن العشرات من الأسرى خاضوا في الأعوام الأخيرة إضرابات مفتوحة عن الطعام ووصل الأمر بهم حد فقدان حياتهم, احتجاجا على تمديد اعتقالاتهم الإدارية, وظروف احتجازهم المأساوية, وهو ما قابلته قوات الاحتلال وبغطاء من القضاء الإسرائيلي, بمزيد من التعنت, بل وسنت قوانين تسمح للأطباء بكسر إضراب الأسرى عبر إطعامهم قسريا. وتخليدا ليوم الأسير دعت "اللجان الشعبية لمواجهة الاحتلال", الجماهير الفلسطينية والشباب الغاضب إلى التوجه لنقاط التماس مع جنود الاحتلال اليوم الأحد, والمشاركة الواسعة في المواجهات مع جيش الاحتلال, انتصارا للأسرى الأبطال, وإحياء ليومهم, ودعما للانتفاضة الشعبية. ونوهت اللجان إلى أن مخيمات قلنديا وعايدة والعروب إضافة إلى محيط سجن عوفر, ستشهد مواجهات عنيفة مع الاحتلال, نصرة للأسرى وتشديدا على استمرار الانتفاضة حتى دحر الاحتلال. الأسرى الفلسطينيون: ركيزة كل حل عادل للقضية الفلسطينية يعتبر القادة الفلسطينيون أن قضية الاسرى تشكل ركيزة أساسية لأي حل "عادل وشامل" في المستقبل لما تمثله من اعتبارات سياسية وحقوقية وإنسانية. وفي هذا الشأن أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن على أن ملف الأسرى "حاضر في أروقة المحكمة الجنائية الدولية وجميع المنابر الدولية والعربية باعتباره من أهم الملفات الرئيسة التي تدين الاحتلال وتجر مجرمي حربه الى المثول أمام العدالة والانتصاف لحقوق أسرانا". وأوضح عريقات في بيان صحفي, أصدره بمناسبة يوم الأسير أن ملف الأسرى "يشمل فصولا كاملة عن معاناتهم المتواصلة بما في ذلك ملف الأسرى المرضى والإهمال الطبي واعتقال الأطفال والاعتقال التعسفي والمحاكمات غير العادلة والتعذيب والمعاملة المهينة الحاطة بالكرامة والاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والإقامة الجبرية وغيرها من الوثائق التي تثبت تورط إسرائيل بارتكاب جرائم ضد ابناء شعبنا الأسرى". وجدد التأكيد على موقف منظمة التحرير في استثمار جميع الجهود والإمكانيات السياسية والقانونية والدبلوماسية الدولية لإسناد قضيتهم العادلة ولملاحقة الاحتلال في المؤسسات والمحافل الدولية وفضح ممارساته وانتهاكاته التي يرتكبها بحقهم ومتابعة قضيتهم والدفاع عن حقوقهم ونضالاتهم المشروعة وصون كرامتهم التي تمثل كرامة شعب بأكمله. الجامعة العربية تدعو إلى تدويل ملف الأسرى الفلسطينيين من جهتها دعت جامعة الدول العربية إلى "تفعيل ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين دوليا واستخدام كافة الوسائل الممكنة لوضع حد لمعاناتهم المتفاقمة وإطلاق سراحهم وملاحقة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية أمام جهات الاختصاص الدولية". وأكدت الجامعة في بيان أصدرته بمناسبة "إحياء اليوم العربي للأسير الفلسطيني" أن "قضية الأسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي ستظل في طليعة القضايا التي تتصدر اهتماماتها حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا". وطالبت المجتمع الدولي ب"الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كما حملت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى وخاصة المرضى منهم المحتجزين في ظروف صعبة ولاإنسانية وتمارس ضدهم سياسة الإهمال الطبي المتعمد".