في مؤشر على تحول محتمل في سياسة الولاياتالمتحدة المتبعة منذ فترة طويلة، ألمح مسؤول أمريكي إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تتخلى عن حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال مسؤول في البيت الأبيض، اشترط عدم نشر اسمه، إن الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا يكن هذا الاتفاق. وأضاف المسؤول أن حل الدولتين الذي لا يحقق السلام ليس هدفا يطمح إليه أي طرف، معتبرا أن الهدف هو السلام، سواء تحقق ذلك عبر حل الدولتين، إن رغب الطرفان في ذلك، أو عبر خيار آخر، إن كانت تلك رغبتهما. ويعد حل الدولتين ركيزة التسوية السلمية في الشرق الأوسط التي سعى للتوصل إليها كل الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين منذ ربع قرن ونيف. وفي رد فعل السلطة الفلسطينية، اعتبرت وزارة الخارجية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، بأن خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الاسرائيلية الامريكية نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي. وأكدت على أن هذه التسريبات تعني تحولا خطيرا ليس فقط للإدارة الأمريكية ونظرتها لكيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وتوعدت وزارة الخارجية الفلسطينية بالسعي لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين، لكنها أكدت أنها تفضل عدم استباق الأمور، وأنها تأمل أن يؤكد الرئيس ترامب في لقائه مع نتنياهو على حل الدولتين، وضرورة التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار إسرائيل، تعيشان في أمن وسلام. ومن جانبها، وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، تلميح البيت الأبيض إلى عدم تمسك واشنطن بحل الدولتين بأنها سياسة غير مسؤولة لا تخدم قضية السلام، وبأنه أمر غير منطقي. أما حركة حماس، فاعتبرت على لسان الناطق باسمها، فوزي برهوم، أن التسريبات تأكيد على أن ما يسمى بعملية السلام هو وهم أعدته واشنطن للعالم ولمنظمة التحرير الفلسطينية على مدار أكثر من عقدين من الزمن. ويعقد ترامب محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وكان نتنياهو رحب بفوز ترامب في الانتخابات بعد علاقاته السيئة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ورغم أن ترامب لم يفصح بعد عن موقف واضح لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلا أنه صرح، قبل وبعد تنصيبه، بمواقف تتعارض مع مواقف كل أسلافه في البيت الأبيض. فقد أعلن ترامب أنه يدرس نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما أنه رفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقا أمام السلام، ولو أنه اعتبر، في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية أن التوسع الاستيطاني لا يخدم السلام. ومنذ تولي مهامه في البيت الأبيض، لم يتحدث الرئيس ترامب مباشرة إلى السلطة الفلسطينية.