من المرتقب أن تكشف الأحزاب التي أعلنت مشاركتها في تشريعيات ماي 2017 الستار عن قوائمها النهائية للإنتخابات بحر هذا الأسبوع، بعد كر وفر وصراعات كبيرة على ترؤس القوائم كان أبطالها وزراء ومسؤولون سامون ورجال أعمال وشخصيات معروفة أبت إلا أن تحجز لنفسها مقعدا في مبنى البرلمان. وانقسمت أسباب تأخر الإعلان عن القوائم إلى الأسبوع الأخير قبل انتهاء الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح لدى مصالح الداخلية، بين الأحزاب التقليدية والتشكيلات الفتية، فالأولى أجلتها خوفا من هروب المترشحين الذين لم يتم إسقاط أسمائهم من أعلى الهرم، وانضمامهم إلى تشكيلات وقوائم حرة كما كان يحدث دائما. أما في التشكيلات الفتية فكان الأمر اضطراريا بحيث حاولت اجتياز امتحان جمع التوقيعات قبل ترسيم القوائم، لكن صعوبة المهمة هذه المرة أدت ببعض الساسة في صورة نعيمة صالحي والطاهر بن بعيبش وآخرين إلى البحث عن حلفاء في عدد من الولايات والتوافق معهم لاجتياز مرحلة الإكتتاب ومن ثمة ترتيب المترشحين على أساس توافقي. وفي نظرة مدققة إلى حزب جبهة التحرير الوطني لاحظ مراقبون هذه المرة خلافا لما عهده العتيد تكتما كبيرا من طرف لجنة دراسة الملفات بحزب جبهة التحرير الوطني على الأسماء التي أبقت عليها للدخول في مرحلة التصفيات النهائية حيث من المتوقع أن يترك السوسبانس ولا يتم الإعلان الرسمي عن القائمة النهائية إلا ساعات قبل انتهاء الآجال القانونية لوضع القوائم، وخصوصا بولاية الجزائر العاصمة التي تغري عديد الشخصيات في صورة رئيس البرلمان الحالي ولد خليفة وقياديين ووزراء آخرين في حزب الأغلبية. أما الغريم التجمع الوطني الديمقراطي فقد اجتاز امتحان الترشيحات على مستوى أغلبية ولايات الوطن دون اية مشاكل بحيث أفرج عن فرسانه للموعد التشريعي المقبل وفي مقدمتهم وزير المجاهدين الطيب زيتوني في وهران والذراع الايمن لاأويحيى صديق شيهاب في عاصمة البلاد والنائب عبد الكريم شنيني في قسنطينة. من جهته يكون تكتل حمس - التغيير قد استقر أمس على فرسانه في أغلب الولايات في لقاء مغلق، فيما أجل حسم 20 بالمئة من القوائم الانتخابية على راسها قائمة العاصمة التي رشح فيها المكتب الشوري الولائي لحمس ياسر عرفات قانة، قبل أن تطفو إلى السطح أنباء عن ترشح رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة لشغل المقعد العاصمي، الأمر الذي أخلط أوراق التوافق من جديد. بدوره اتحاد النهضة والعدالة والبناء فيرتقب أن تكلل مسيرتها العسيرة في ترتيب وضبط قوائمها للتشريعيات بحر هذا الأسبوع كذلك بعد لقاء سيجمع القادة الثلاثة محمد ذويبي وعبد الله جاب الله ومصطفى بلمهدي، ولو أنه كشف عن فرسانه في بعض الولايات إلا أن صدارة قائمة العاصمة تركت على ما يبدو للساعات الاخيرة التي تسبق انتهاء الآجال القانونية سيما بعد ما خلفته من جدل بين الاحزاب الثلاثة وصل إلى حد اعتزام طرح قوائم متفرقة بالولاية رقم 16 لصعوبة تحقيق الإجماع حول شخصية معينة مع تردد أسماء مثل النائب حسن عريبي ويوسف خبابة وفاتح ربيعي. ونفس الأمر ينطبق على حزب تجمع أمل الجزائر لرئيسه عمار غول الذي واجه صعوبات في بعض الولايات كتلمسان والجزائر العاصمة والنعامة نتيجة المشاكل الداخلية بهذه القواعد.