استأنفت فرنسا تطاولها على الجزائر، حيث لم تتحرج باريس عن تصنيفها بلدا غير آمن، بعد أيام قليلة فقط من احتلال بلادنا المرتبة ال7 في تصنيف الدول الأكثر أمنا في العالم لسنة 2017 الذي يعده المعهد الأمريكي لاستطلاع الرأي غالوب . وأطلّت الخارجية الفرنسية، أمس، بتقرير يحمل العديد من المغالطات التي تندرج في خانة النظرة المتعالية لأحفاد الكولون للوضع في الجزائر من خلال مواصلتها طيلة السنوات الاخيرة التنكر لحقيقة تحسن الوضع الامني في بلادنا ، حيث جرى وضع الجزائر في قائمة الدول التي لا يُنصح للفرنسيين بزيارتها، والأخطر أنّه جرى تصنيف الجزائر ضمن بؤر التوتر: ليبيا، العراق وسوريا، رغم أنّ الوضع في الجزائر أحسن وبكثير عن الدول الثلاث المذكورة، ورغم أنّ عدد الاعتداءات الإرهابية في فرنسا يتجاوز بفارق واسع، الجزائر، مثلما أقرت به العديد من معاهد الدراسات العالمية المختصة. وأبقت باريس على قسم كبير من مناطق الجزائر في الخانة الحمراء التي تعني لا ينصح بزيارتها مطلقا، فيما اكتفت بوضع مؤشر برتقالي على أجزاء أخرى من الجزائر (لا يُنصح بزيارتها، إلاّ للضرورة)، وهو ما يطرح استفهامات كبيرة عن مدى جدية هذه التصنيف الفرنسي والمعايير التي اعتمدت لإعداده. واستفادت الجارة تونس من لون أصفر (بلد ينصح بزيارته مع توخي الحذر)، رغم أنّ البلد الجار لا يزال في أزمة، ويوجد تحت تهديدات إرهابية كبيرة، كما منحت اللون الاخضر للمغرب. ومن خلال هذا يتضح جليا بأن سياسة الإليزيه تجاه الجزائر لا تتغير بتغير الرؤساء والوزراء، فرغم البوادر الإيجابية التي أظهرها الرئيس الشاب ماكرون تجاه بلادنا، إلا ان تقرير وزارة الخارجية الفرنسية المجحف بحق الجزائر، يؤكد النظرة الاستعلائية التي تطبع مسؤولي المستعمر الاسبق، الذي يرفض تغليب الواقع في كل تقاريره عن الجزائر. ومعلوم بأن العديد من التقارير الدولية، ومن ضمنها تصنيف المعهد الأمريكي لاستطلاع الرأي غالوب ، وضعت الجزائر في مراتب متقدمة عالميا في الجانب الامني، واحتلت بلادنا المرتبة ال7 في تصنيف الدول الأكثر أمنا في العالم لسنة 2017 متقدمة على فرنسا. وبنتيجة 90 من مجموع 100، صنفت الجزائر ضمن البلدان العشرة الأولى التي يشعر فيها السكان بالأمان، حسب مؤشر غالوب للقانون والنظام الذي يقيس الشعور بالأمان على المستوى الشخصي وكذا الخبرات الشخصية المتعلقة بالجريمة وتطبيق القوانين. هذه النتيجة سمحت للجزائر أن تترصد المرتبة الأولى في تصنيف إفريقيا بإحرازها 84 نقطة من أصل 100 واحتل المغرب المرتبة ال43 في التصنيف العالمي وتونس المرتبة ال79 لتونس في حين أن ليبيا لا تظهر في القائمة.