يعتبر الطابع العام لبلدية بنهار رعويا بالدرجة الأولى وفلاحيا بالدرجة الثانية، حيث يعتمد معظم سكانها على تربية المواشي وكذا الفلاحة كزراعة الحبوب مثل القمح والشعير، إلا أنه وخلال العشريتين الأخيرتين أصبح سكانها وكذا الفلاحين الوافدين من الولايات الشمالية خاصة، يمارسون الفلاحة الفصلية والموسمية كزراعة الخضروات والأشجار المثمرة بكل أنواعها، لاسيما بمناطق السرسو، ذراع السواري والكدية، هذه المناطق أصبحت تسمى متيجة الثانية نظرا لازدهار هذه الفلاحة وتكفل الدولة بها من خلال الصندوق الوطني للدعم الفلاحي. ويعود نجاح الفلاحة بتراب البلدية إلى عدة عوامل أهمها إقبال أهل بنهار على ممارسة مهنة الفلاحة، حيث يحصى أكثر من 1200 فلاح بالمنطقة، إضافة إلى دعم الدولة للفلاحة من خلال مختلف صناديق الدعم الفلاحي، فضلا عن المميزات الطبيعية التي تتمتع بها بنهار من خصوبة للتربة وثروة مائية باطنية معتبرة حيث تتوفر على 5 آبار عميقة صالحة للشرب و4 آبار عميقة تابعة للمحافظة السامية لتطوير السهوب. وتتميز أيضا بالمناخ المناسب للأشجار مثل أشجار الزيتون دون أن ننسى الموقع الاستراتيجي للبلدية نظرا لقربها من المناطق الشمالية وقرب مناطق الفلاحة من مختلف القطاعات الإدارية وكذا سهولة المواصلات ورخص اليد العاملة، كل هذه العوامل وأخرى تجعل من بنهار أرض الخيرات والمسرات في ولاية الجلفة وفي الجزائر برمتها. وإذا تحدثنا عن الطبيعة الرعوية للمنطقة، فإن تربية المواشي في البلدية تنتج، حسب احصائيات مصالح البيطرة، ما يعادل ال60 ألف رأس من الأغنام و2500 رأس من الماعز و800 رأس من الأبقار و30 رأسا من الخيول و11 رأسا من الابل. أما فيما يخص الدواجن، فتحتوي بلدية بنهار على حضريتين لتربية الدجاج المخصص للاستهلاك و3 حظائر لتربية الديك الرومي المخصص للاستهلاك و15 حظيرة لتربية دجاج البيض للتفريخ وكذا حضيرتين لتربية ديك البيض المخصص للتفريخ كلها معتمدة من طرف الدولة مع وجود عدة مداجن مختلفة يفوق عددها الثلاثين 30 لا تتوفر على اعتمادات لكونها لا تتطابق والمقاييس المعمول بها في إنشاء المداجن والحظائر. المدينة الجديدة بوغزول تؤثر على النشاط الفلاحي بالمقابل، تبقى مناطق نبات الحلفة المحمية تتناقص بسبب الرعي العشوائي ومساحتها تقدر الآن بحوالي 2000 هكتار بعد أن كانت مساحتها أكبر بكثير وهو يظهر للعيان في بعض أراضي بنهار التي تم ادماجها لمشروع المدينة الجديدة في ولاية المدية. وعن هذه الأراضي التي تقع في جزء من المدينة الجديدة لبوغزول، أكد رئيس البلدية، باسين أمحمد، أن بلدية بنهار تعتبر جزءا من المدينة الجديدة بوغزول في شقها الشمالي حيث مس مشروع المدينة الجديدة جزءا كبيرا من ترابها حيث خصص للتشجير في غالبه ونحن نرى أننا نساهم في تجسيد السياسة العامة للدولة بالرغم من بعض التضييق على بعض الفلاحين المتخصصين في تربية المواشي، ولكن نأمل أن يتفهم فلاحونا مدى قيمة المشروع في بعث التنمية وتحقيق الاستقرار في شقيه الاقتصادي والعمراني، مع الاشارة الى أن هذه المساحات المغروسة سيستفيد منها أصحابها مستقبلا، كما أكد ذلك المشرفون على المشروع. ويبقى لهذه البلدية المستقبل الواعد في مجال الفلاحة وهو ما يؤهلها لتحتل أهمية كبرى في الولاية ولما لا في التراب الوطني من حيث نوعية وكمية الانتاج المعروض إن تم ايلاء مزيد من الاهتمام بانشغالات سكانها وتوفير الاحتياجات اللازمة من كهرباء ومياه وطرقات وتدعيم وتكوين اليد العاملة. مشاريع واعدة لتنمية المنطقة ونظرا للأهمية البالغة للثروات والامكانيات الفلاحية التي تزخر بها بنهار، فقد استفادت البلدية في السنوات الأخيرة من دعم الدولة فيما يخص البرامج المتتالية المتعلقة بالكهرباء الفلاحية والكهرباء الريفية. وفي هذا الصدد، يوضح رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس البلدي ببنهار، لخشم محمد سير، المشروع أنه في إطار الشطر الأول للبرنامج الخاص بالتزود بالكهرباء الفلاحية تم تزويد منطقة السرسو بحوالي 8 كلم من الكهرباء ب16 مشتركا وقد انتهت الأشغال بها مع نهاية سنة 2010، أما الشق الثاني والثالث من البرنامج فقد استفادت منه كل من منطقة أم الريش (أكثر من 13كلم/20 مشتركا) ومنطقة واد مبارك (حوالي 42 كلم/ 27 مشتركا) على التوالي، والأشغال بهما متواصلة في حين استفادت كل من منطقة السرسو (2 حوالي 32 كلم/ 45 مشتركا) وضاية التالمة (قرابة 13 كلم/ 27 مشتركا) على التوالي من الشطر الرابع والخامس من البرنامج حيث انتهت الدراسة بالشطر الرابع وانطلقت الاشغال به في حين انتهت الأشغال في الشطر الخامس بمنطقة ضاية التالمة. كما تم الاستفادة من برامج إضافية مست مناطق السرسو، ضاية سيدي عامر ومنطقة اللفيعة في انتظار اتمام الدراسة وتحديد الأوعية ومن ثم مباشرة الأشغال. وفي مجال الكهرباء الريفية، استفادت البلدية خلال برنامج سنة 2011 من 15.20كلم بمنطقة الحبيل ب37 مشتركا ومن 22.20 كلم بمنطقة أم الريش ب79 مشتركا والدراسة منتهية فيهما خلال شهر أكتوبر2012 كما استفادت خلال برنامج سنة 2012 من 18.20 كلم بمنطقة بوخشبة ب48 مشتركا والدراسة منتهية خلال نفس الشهر والعملية الآن قيد الانجاز. ونأمل، يضيف لخشم، في الاستفادة من برامج إضافية أخرى في إطار التزويد بالكهرباء الريفية لاسيما وأن بلديتنا شاسعة المساحة وطابعها ريفي وتوجد بها عدة مناطق ريفية أخرى لم تستفيد في هذا الإطار على سبيل المثال: بيشية، السرسو1، قليب الطير، الشوشة، خيزرانة الكدية، أم الريش، النعاوة، السميدة، الرشة، الكدر، اللفيعة. تتوزع المساحات الفلاحية ببلدية بنهار إلى عدة أقسام فجزء منها خاص بالزراعة بجميع أنواعها والآخر مخصص كمراعي ومجمل مساحة هذه الأراضي يقدر ب107000 هكتار والمستغل منها للزراعة يقدر ب43320 هكتار، أما المراعي فتستحوذ على مساحة تقدر ب75850 هكتار. وتدعيما لسياسة استصلاح الأراضي في البلاد، بلغ عدد الفلاحين المستفيدين من قرارات التنازل في مدينة بنهار 493 فلاح بمساحة اجمالية تقدر ب9900 هكتار. كما تحصل 112 فلاح على قرار رفع الشرط الفاسخ وبمساحة 2300 هكتار. أما عدد ملفات الفلاحين المسجلين في إطار عقود الامتياز الفلاحي فقدرت ب108 ملف منها 44 ملفا تمت تسويتها و16 ملفا قيد الإمضاء و48 في انتظار المعاينة.