تحولت مواقع التواصل الاجتماعي عند الأحزاب السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها نهاية نوفمبر المقبل ، إلى فضاء مهم للصراع الانتخابي، وساحة افتراضية لإقناع المناضلين بالترشح و الناخبين بالبرامج الانتخابية، ووسيلة كافية للحشد والتعبئة، حيث بدا و أن العديد من التشكيلات السياسية و خاصة الفتية منها قد أشهرت سلاح الفايسبوك لمحاربة العزوف المتوقع في المحليات و أيضا التغطية على عجزها في التواصل المباشر مع المواطنين لدواعي مادية و سيسيولوجية . وأشرفت، أخيرًا،عدة احزاب على عقد ندوات وطنية في تقنيات الاتصال على شبكة الأنترنت لفائدة مسيري صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك على مستواها، و تمت فيها دعوة المشرفين على تسيير شؤون الاحزاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى حشد أكبر عدد من المنخرطين الكترونيًا، و خاصة من الشباب. ونوه رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام مؤخرا إلى أهمية هذه المواقع التي يولي لها أهمية كبيرة في دخول المعترك السياسي المقبل لتحقيق عدد أكبر من الأصوات في الانتخابات المحلية ، ، نفس الأمر ينطبق على حركة مجتمع السلم بحيث اشرفت قيادة الحركة على تنظيم الكثير من الدورات التكوينية، بشأن شبكة التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، وتستغل قيادة الحركة، هذه المواقع، للترويج لكل النشاطات الجوارية التي تقوم بها، في محاولة منها لإقناع الناخبين ببرامجها وأفكارها. بدوره يراهن رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، على استقطاب فئة الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، و في السياق أطلق تاج هاشتاغ بالمناسبة لتشجيع الشباب على دخول غمار الحياة السياسية والترشح ضمن قوائم الحزب في المحليات المقبلة. بالمقابل يرى محللون أن التشكيلات السياسية تسعى جاهدة إلى كسب ود الناخبين ومحاولة إقناعهم بالتوجه نحو صناديق الاقتراع، بسبب تخوفها من ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي خصوصا في ظل النسبة الضعيفة التي شهدتها تشريعات 4 ماي الماضية، فمعظم التشكيلات السياسية تطالب السلطات بمحاولة ايجاد حلول لهذه الظاهرة من خلال فتح حوار مع كافة الفاعلين في المجال السياسي و اجراء دراسة معمقة للظاهرة التي تهدد الحياة السياسية و ترهن تواجد العديد من الاحزاب . ويرى متتبعون للشأن السياسي أن هناك فئة كبيرة من الجزائريين تفضل التعبير عن موقفها في صمت تام، لذلك يضطر قادة الأحزاب السياسية إلى غزو الفضاء الأزرق، وتشرع أولا في جس النبض ثم تدخل حلبة المنافسة لمحاولة تعبئة الجماهير لربح معركة الفايسبوك احسبا لمعركة الصناديق يوم 23 نوفمبر المقبل.