احتفلت الجزائر، أمس، باليوم الوطني للدبلوماسية، وهو تاريخ انضمام الجزائر إلى الأممالمتحدة عام 1962. وقد عرفت الخارجية الجزائرية على الصعيد الإقليمي والدولي وكذا القاري نشاطا مكثفا وثباتا على المواقف العادلة النابعة من الثورة التحريرية التي ألهمت الحركات التحررية في العالم. وقد تميزت الدبلوماسية الجزائرية في نجاحها في لم شمل الفرقاء الماليين على طاولة واحدة وإقناع الإخوة الليبيين بأهمية المسار السياسي، كما يعد دعم حركات التحرر في العالم جوهر الدبلوماسية الجزائرية، ولعل من أبرز القضايا التي تبنتهما الجزائر دبلوماسيا القضيتين الفلسطينية والصحراوية. كما نجد أن الدبلوماسية الجزائرية تحضى باحترام دولي نتيجة دعمها المتواصل لحركات التحرر والقضايا العادلة في العالم، وتمسكها بمبادئها الثابتة الداعية لضرورة حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية بعيدا عن التدخلات العسكرية. وفي جل خرجاته الاعلامية الاخيرة، جدد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، موقف الجزائر الثابت من كل الأزمات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والقائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتشجيع الحل السلمي والسياسي القائم على الحوار والمصالحة الوطنية، مشددا على أن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالأزمات في العالم وهو موقف قائم على عدم التدخل في شؤون الدول ورفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية كمبدأ مقدس بالنسبة للجزائريين، وهذا ما يسمح لنا بأن نكون على مسافة واحدة مع جميع الفرقاء أي بلد على غرار الوضع في ليبيا حيث تتمتع الجزائر بنفس المستوى من العلاقة مع جميع الأطراف الليبية . إعتراف دولي وفي هذا الشأن، قال سفير دولة فلسطينبالجزائر، لؤي عيسى، إن الدولة الجزائرية وقفت مع حركات التحرر حيث دعمت الثورة الفلسطينية، ففي سنة 1974 أوصلت الرئيس المرحوم، ياسر عرفات، إلى الأممالمتحدة، وفي سنة 1988 تم إعلان دولة فلسطينبالجزائر. وأضاف سفير دولة فلسطينبالجزائر أن الدبلوماسية الجزائرية تعاطت مع الأزمات الموجودة بآلية حكيمة في دول الجوار يشهد لها في ليبيا وفي مالي على سبيل المثال. وجاء تعيين وزير الخارجية السابق، رمطان لعمامرة، مؤخرا ضمن مجلس استشاري رفيع المستوى معني بالوساطة الدولية على مستوى الأممالمتحدة، بمثابة تقدير للدور الفاعل للجزائر على المستوى الدولي في حلحلة النزاعات الدولية التي يشهدها العالم اليوم. وفي السياق، قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، ميشيل دي مينتو ريفيراند، تعيين لعمامرة اعتراف بدور الجزائر في حل النزاعات الدولية، كما أنها تشكل شهادة اعتراف لخبرة لعمامرة في إدارة الملفات الثقيلة، على ضوء تجربته الطويلة في معالجة القضايا الإفريقية والتي كان آخرها تسوية أزمة مالي عبر مفاوضات صعبة أفضت إلى إبرام اتفاق للسلم والمصالحة. من جهته، أوضح رمطان لعمامرة أنه عايش الدبلوماسية الجزائرية التي تمثل الصوت المعتدل وتتبنى الرؤى الأقرب إلى تحقيق الإجماع والقبول لدى المجموعة الدولية. إلتفاف داخلي وسألت السياسي مؤخرا عددا من رؤساء الاحزاب السياسية من مختلف المشارب حول رؤيتهم لمواقف الدبلوماسية الجزائرية من الازمات الاقليمية والدولية الاخيرة، فقال رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام: مواقف الجزائر الخارجية وخصوصا ماوقع ويقع في المنطقة العربية مشرفة جدا ومتزنة وصادقة تنبثق من مقاربة صحيحة للواقع . وأستطرد الناطق باسم اللجنة الجزائرية لدعم صمود سوريا واليمن والمقاومة: لكن للأسف الشديد جل الدول العربية اما متهورة او تبيع مواقفها بالمال. ولكن مع ذلك انا شبه متأكد من انهم عندما يصدمون رؤسهم في الجدار يستيقظون ويعودون لتبني المواقف الجزائرية . بدوره، أفاد الامين العام لحزب التجديد الجزائري: لا ينكر أي احد ان الجزائر بات لها دور بارز في الاقليم و العالم و مقاربتها السياسية و الامنية باتت محل اشادة و احترام من قبل العديد من الدول الكبرى بفعل دبلوماسيتها الهادئة والمتزنة . أما الامين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، فطالب بتعزيز الدور الدبلوماسي للجزائر في مناصرة القضايا العادلة وحلحلة الازمات التي تضرب عددا من دول الجوار والاقليم. من جهته، يرى المحلل السياسي، الأستاذ إسماعيل دبش، أن أهم محور تتميز به الدبلوماسية الجزائرية أنها ترفض دوما التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تثبت بأن الحل الوحيد للأزمات أن يكون داخليا و بمنظور إقليمي بالطرق الدبلوماسية، وقد ثمن العالم بما فيهم الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا الموقف الجزائري في معالجة القضايا الدولية الخطيرة.