- مرشحون يستأجرون صالات لتقديم وجبات عشاء مع استمرار الحملة الانتخابية التي دخلت أسبوعها الثاني واحتدام التنافس بين الأحزاب السياسية التي تخوض غمار هذه الاستحقاقات، رفع المترشحون سقف وعودهم للمواطنين لحشد المزيد من الأصوات، وعود غير قادرين على تحقيقها لسبب بسيط كونها ليست ضمن صلاحياتهم، فيما لجأ آخرون إلى الزردات والولائم كوسيلة لإغراء المنتخبين من أجل التصويت. تحتاج كل عملية انتخابية إلى حملة من أجل التواصل بين المرشح والمنتخبين لعرض البرنامج السياسي والوعود التي يبنى عليها العقد بين المرشح والناخب، هذا المعتاد في العملية السياسية، إلا أن ما يجري على أرض الواقع ضمن الحملة الانتخابية للمحليات كشفت عن أمور لا علاقة لها بالبرامج من خلال لجوء مرشحي الأحزاب إلى إطلاق وعود كاذبة هم غير قادرين على تجسيدها باعتبار أنها تتجاوز صلاحياتهم، إلى جانب اللجوء إلى تنظيم الزردات والولائم لاستمالة الناخب وكسب أصواته بتعاقدات بعيدة كل البُعد عن التعاقد السياسي وفق البرنامج المطروح والتصويت على المشروع بدل الأشخاص. وفي هذا السياق، وظف العديد من مرشحي الأحزاب السياسية عمليات للإطعام الجماعي خلال الحملات الانتخابية تسمى العرضات أو الزردات هذه العمليات دأبت على استعمالها العديد من الأحزاب السياسية من أجل كسب أصوات الناخبين خلال الحملات الانتخابية، مما أدى إلى التطبيع معها لتصبح مشهدا أساسيا داخل الساحة السياسي، وتتم هذه الولائم خاصة على مستوى المناطق النائية التي تنحدر منها تصويت بنسب مرتفعة جدا مقارنة بالمدن والعواصم والتي قليلا ما تفكر بالبرنامج السياسي للمرشح أو تعرف أصلا اسم الحزب الذي ينتمي إليه، فمن يطعم الناس أكثر ويكون لديه من المال ما يكفي لذلك هو من يكسب أصواتا أكثر وفرصه للنجاح كبيرة، كما يتم استغلال تجمعات الولائم، ليلقي من خلالها المترشح لكلمة للحضور يذكرهم من خلالها بمفهوم الرجولة ويقرنه بالوفاء له بمنحه الأصوات الضرورية لنجاحه. من جهة أخرى، لجأ العديد من مترشحي الأحزاب السياسية في حملتهم الانتخابية إلى تقديم وعود شبه مستحيلة لجلب أصوات المواطنين، إلا أن تلك الوعود لا تدخل في إطار صلاحياتهم، حيث تتعلق مجملها بفتح مناصب الشغل وتوزيع السكن وبناء المستشفيات والمؤسسات التربوية، بالإضافة إلى وعود أخرى من صلاحيات الحكومة وحدها تتعلق بزيادة الأجور، وإعادة النظر في المنح خاصة ما تعلق بمنحة التقاعد وغيرها من الأمور التي تتجاوز صلاحياتهم، فيما فضل البعض ممن أعادوا الترشح التذكير والتباهي بما قدّموه من مشاريع خلال عهدتهم السابقة بعضها لا يزال طور الإنجاز وأخرى تم تجميدها بسبب سياسة التقشف.