زادت قيمة العملة الإلكترونية ال بيتكوين بنحو سبعة أضعاف ونصف منذ بداية العام الجاري، حيث ارتفعت من 973 دولار سجلتها مطلع 2017 إلى 7500 دولار بلغتها امس. ويحذر المستشارون الماليون من أن ال بيتكوين ليست إلا فقاعة أخرى مشابهة للأزمة في بداية التسعينيات، والأزمة العقارية في الأعوام 2006 و2007، وانهيار أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية ما بين عامي 2008 و2009. وحذر سكوت كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك دوغ فينتشر بارتنرز في فينيكس بولاية أريزونا بطريقة ممتعة من تداول ال بيتكوين ، واستذكر حادثة طريفة حدثت معه. وقال لمجلة فوربس الأمريكية: قبل شهر من اندلاع الأزمة في العام 1987، قال لي سائقي إنه شرع في تداول الأسهم، وقبل نشوب الأزمة العقارية في 2007، قرر نفس السائق دخول سوق العقارات في ولاية أريزونا، واليوم نفس السائق بدأ بتداول ال(بيتكوين) . وتعبر وجهة النظر هذه عن قناعة بأن العملة الإلكترونية ستنفجر مخلفة أزمة، كما يؤيد أستاذ الاقتصاد، دافيز آدم، نظرية أن العالم يقف أمام فقاعة اقتصادية ستنفجر حتما وتخلف وراءها خسائر ضخمة للمستثمرين فيها. ويضيف أن هذا الارتفاع المتواصل في الأسعار، قد يكون جذابا في الوقت الراهن، لكن في سوق لا تتصف بالشفافية ولا توجد فيها مركزية أو أشخاص يمكن محاسبتهم وإيقاع العقاب عليهم في حال الخطأ، فلا أحد يمكنه الجزم بشكل قاطع بأن تلك الزيادات الضخمة لم تنجم عن عملية احتيال منظم ومخطط له من مجموعة من المستفيدين، كما أن تشفير العملة يمثل في حد ذاته مشكلة، لأنها تستخدم بقوة في الأعمال غير المشروعة. وحول التوقعات بأن الأسعار يمكن أن تصل إلى 25 ألف دولار للعملة الوحدة، يجيب آدم نلاحظ أن مثل تلك التوقعات تأتي من قبل أشخاص منحازين تماما لعالم العملات الإلكترونية، ولهم مصلحة مالية في أن تتسلق البيتكوين السلم سريعا. فهناك مشكلة حقيقية في القيام بعملية تقييم موضوعية لهذا النوع من العملات، فكيف لنا أن نقدر قيمة البيتكوين الفعلية. فالأسهم، على سبيل المثال، يمكن أن نقوم بتقييمها عبر إلقاء نظرة على أداء الشركة .