تحمّل الحسين عموتة، ضغطا شديدا بعد تولي قيادة الوداد البيضاوي، خاصة بسبب نهجه الدفاعي، لكنه عمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، وانتهى به المطاف بأن أصبح أول مدرب مغربي في التاريخ يتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا، في أقل من عام واحد على شغل المنصب. وتحققت الألقاب السابقة لأندية المغرب في دوري الأبطال تحت قيادة مدربين أجانب، لكن عموتة كسر القاعدة وأعاد الوداد لمنصة التتويج في البطولة العريقة لأول مرة منذ ربع قرن. وجمع عموتة، (48 عاما) بذلك بين الثنائية القارية، حيث سبق له التتويج بكأس الاتحاد الأفريقي مع الفتح الرباطي في 2010، ليبرهن على أنه مدرب قادر على تحقيق النجاح أينما وجد. وكانت انطلاقته مبهرة في عالم التدريب مع نادي اتحاد الخميسات بمسقط رأسه، حيث قاد الفريق المتواضع، الذي بدأ معه مشواره كلاعب، لتحقيق مفاجأة باحتلال وصافة دوري المحترفين في 2008، والتأهل لدوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه. وبعد إنجازه القاري مع الفتح، بجانب فوزه بكأس العرش، انتقل عموتة إلى السد، ناديه السابق الذي توج معه بالعديد من الألقاب ونال معه جائزة هداف دوري قطر في موسم 1997-1998، وعمل مساعدا للمدرب خورخي فوساتي ليساهم في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا في 2011. وأثبت عموتة كفاءة في قيادة السد، بعد رحيل فوساتي، ليفوز بعدة ألقاب محلية أبرزها دوري نجوم قطر في 2013، قبل أن يقرر العودة لبلاده لانتشال الوداد من أزمته. وعانى الوداد من سوء النتائج مطلع العام الجاري، مع المدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر، لكن عموتة لعب دور المنقذ وأعاد الهيبة للفريق المنتمي للدار البيضاء وحصد معه لقب دوري المحترفين. لكن الرهان الحقيقي كان في دوري الأبطال، إذ أراد تجنب مصير المدرب جون توشاك الذي وصل مع الوداد للدور قبل النهائي، ثم خرج أمام الزمالك المصري العام الماضي. ولم يكن الوداد مرشحا لنيل اللقب القاري بل كان على وشك الخروج من دور المجموعات، خاصة بعد هزيمتين أمام الأهلي المصري وزاناكو الزامبي، وبعد رحيل أبرز نجومه مثل وليام جيبور وفابريس أونداما، لكن فريق عموتة نجح في إنهاء المجموعة في الصدارة وظهر بوجه مغاير في الأدوار الإقصائية. وكان عموتة عند حسن الظن بعد الإطاحة بحامل اللقب صن داونز الجنوب أفريقي، ثم اجتاز اختبارا صعبا أمام اتحاد العاصمة، وفي النهائي تفوق على الأهلي وحرمه من لقبه التاسع في المسابقة، ليشق طريقه نحو كأس العالم للأندية في الإمارات. وفرض عموتة أسلوبه على الأهلي في مبارتي الذهاب والإياب، بعدما ترك الكرة لمنافسه، بينما أحكم إغلاق دفاعاته واعتمد على الهجمات المرتدة وسرعات ومهارات الثنائي محمد أوناجم وأشرف بنشرقي، ليحسم اللقب. وحدد عموتة، الذي رشح لجائزة أفضل مدرب في إفريقيا هذا العام، هدفا واضحا في كأس العالم للأندية وهو الوصول للمباراة النهائية. وقال عموتة لموقع الفيفا على الأنترنت: ستكون كأس العالم للأندية، فرصة للاحتكاك مع كبار قارات العالم ونحن مكلفون بتشريف إفريقيا والمغرب ونطمح لبلوغ المباراة النهائية .