تتعرض الطبيعة الخلابة والوديان التي ببلدية الثنية بولاية بومرداس لانتهاك بيئي صارخ، نتيجة ما يقوم به المشرفون على مستشفى الثنية، بحيث أن المياه القذرة والمستعملة النابعة من المستشفى تصب تلقائيا في غابات وأودية الثنية ملوثة جزءا كبيرا منها. هكذا يلوث مستشفى الثنية الطبيعة وتصب المياه الناتجة عن مستشفى الثنية بالوادي المحاذي، وبين أحضان الطبيعة الخلابة التي تتميز بها المنطقة، ملوثة بذلك المحيط وجاعلة منه منظرا غير لائق في ظل تجمع المياه الناتجة عن المستشفى، إلى انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس والتي تنبعث على بُعد أمتار طويلة من المنطقة إضافة إلى القاذورات التي تتجمع بالوادي وتتراكم جراء المياه المتجمعة بالوادي محدثة بذلك فوضى عارمة وصور غير لائقة تقضي على ملامح الطبيعة وتحولها إلى تلوث حقيقي، وخاصة أن هذا الوادي متواجد بمحاذاة المجمعات السكنية والذين ضاقوا درعا من الوضع القائم الذي يشوه المحيط بالدرجة الأولى، ويؤرق يوميات السكان وخاصة أن هذا الوادي باتت تنبع منه روائح نفاثة تحبس الأنفاس. ومن جهتها، فإن المياه العكرة والقذرة التي تتجمع بهذا الوادي امتدادا إلى الغابات المجاورة للمنطقة تهدد المحاصيل الزراعية للمنطقة، وخاصة أن اغلب المواطنين لديهم قطع أراض يمارسون بها الفلاحة ناهيك عن الثروة الحيوانية المهددة من خطر الوادي، بحيث أن المنطقة معروفة بممارسة أصحابها بتربية الماشية والرعي لخضرة المكان وتوفره على الأجواء الملائمة للرعي بانتشار مختلف أنواع الحشائش والأشجار التي تتغذى عليها الماشية، غير أن ما يصيب المكان من مظاهر تلوث ناتج عن المياه التي تصب بالوادي والقادمة من المستشفى سيهدد حتما الحشائش ويجعلها غير صالحة للاستهلاك من طرف الأغنام، وطالما كانت الطبيعة الخلابة التي تتميز بها بلدية الثنية بولاية بومرداس مقصدا لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة للاستمتاع بسحر الطبيعة العذراء الذي يتميز بالخضرة والأشجار العاتية، غير أن ما يصيبها من تلوث ناتج عن مستشفى الثنية والذي بات مصدر التهديد الأول والمسؤول المباشر عن انتهاك الطبيعة وتلويث المحيط يهددها بالزوال والإهمال والقضاء على هذه الثروة، لما يفرزه من مياه عكرة وقذرة تصب في أحضان الطبيعة وبالوادي الذي يتوسط غابات الثنية محولا إياها إلى بؤرة سوداء حقيقية تشوبها كل مظاهر التلوث التي لا تخدم البيئة والإنسان على حد سواء، وقد عبّر سكان منطقة الثنية عن سخطهم البالغ لما يضرب الطبيعة العذراء من مظاهر التلوث وانتهاك بفعل الأشخاص، والمتمثلة في قيام القائمين على المستشفى بالتخلص من مياه المستشفى غير الصالحة نحو الوادي محولين إياه إلى نقطة سوداء وبؤرة تلوث لا تطاق قاضين بذلك على جمالية المكان وطبيعته العذراء، والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى مكب للنفايات وومصب للمياه القذرة التي تقضي على الخضرة وعلى الطبيعة، ناهيك عن تشويه الوادي وتحويل مياهه إلى مياه عكرة وملوثة، ولا تقتصر تصرفات المستشفى على إلقائه للقاذورات والمياه العكرة بالوادي وبوسط غابات الثنية، بل تمتد إلى إلقائها بمحاذاة السكة الحديدية والتي باتت تغرق هي الأخرى في وضع مزرٍ لتجمع القاذورات على جوانبها. تميم: مديرية البيئة مطلوبة للتدخل العاجل وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه ويطوق بلدية الثنية من انتشار القاذورات والمياه العكرة بالوادي والناتجة عن المستشفى، أوضح فادي تميم، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بمكتب الشرق في اتصال ل السياسي ، أن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وقفت عند حجم الكارثة البيئية التي تهدد البيئة والوادي، حيث يقوم مستشفى الثنية بالتخلص من المياه القذرة ونفايات المستشفى لتصب بعد ذلك في الوادي وبمحاذاة السكة الحديدية ملوثين بذلك المحيط والبيئة وأشار المتحدث في سياق حديثه إلى أن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وترشيده كلفت مكتب ولاية بومرداس بمراسلة مديرية البيئة للولاية للنظر في أمر الوضع القائم والحد من هذه التجاوزات التي يقوم بها المستشفى.