شهد وادي الصومام، أمس، نفوق كمية معتبرة من الأسماك، حيث طفت على سطح المياه بمنطقة وادي غير، هو ما وقفت عليه «الشعب» بعين المكان، مااستدعى تنقل لجنة تحقيق تتشكل من ممثلين عن مديريات الصيد البحري، الموارد الصيدية، البيئة والغابات، إلى جانب مصالح النظافة. وفي هذا الصدد رجّح مصدر مسؤول أن سبب نفوق الأسماك بحوض الصومام، راجع إلى التلوث الذي يعانيه هذا الوادي، جراء رمي المواد السامة فيه، وهو ما تسبب في نفوق الأسماك وظهورها فوق سطح الماء. وعليه فإنه يتعين على الجهات المعنية التحرك بسرعة، قصد حماية الوادي من هذه الظواهر السّلبية، حيث تبقى المجهودات المبذولة حاليا غير كافية في هذا المجال، ويستدعى الوضع الراهن التفكير لإيجاد ميكانيزمات بديلة وحلول ناجعة للقضاء على الظاهرة والحفاظ على البيئة. هذا وقد شهد وادي الصومام في شهر سبتمبر الفارط، نفوق عدة آلاف من الأسماك من أنواع، البوري، الشبوط والأنقليس بوادي الصومام، بالمدخل الشرقي لمدينة سيدي عيش. وعزى مسؤولو القطاع الأسباب آنذاك إلى ارتفاع مادة الكلور، التي تمت من خلال تفريغ هذه المادة، بشكل عمدي أو غير عمدي بالمسطحات المائية، حيث يوجد على امتداد ضفاف الوادي خمس وحدات صناعية. وللتذكير تشهد ولاية بجاية وضعا صعبا بسبب تلوث مياه الوديان، وعلى سبيل الذكر يشهد وادي «أماريغ» ببلدية بوجليل، والذي عرف وضعية جد مزرية بسبب انتشار التلوث، حيث تحول إلى ما يشبه مستنقعا لمختلف الفضلات، التي يتم تفريغها دون أي مراقبة أو معالجة، بالإضافة إلى المياه القذرة التي أصبحت تصب مباشرة فيه. هذا الوادي الذي ينبع من أعالي جبال «بيبانس» بولاية برج بوعريريج، وبسبب نوعية مياهه المالحة جاءت تسمية «أماريغ»، التي تعني المالح باللغة الأمازيغية، فهو يمتد عبر أراضي بلدية بوجليل من الشرق، مرورا بأراضي قرية مشيك، تالة البير، وبني منصور على مسافة حوالي 40 كيلومترا ليصبّ في وادي الساحل. وهو المصدر الوحيد لريّ مساحات شاسعة من المحاصيل الفلاحية المتنوعة في المناطق التي يمر منها بالرغم من ملوحة مياهه، أصبح اليوم يشهد حالة من التلوث الخطير، حيث حوّلته يد الإنسان إلى مفرغة عشوائية على الطبيعة أين تُرمى فيه النفايات المنزلية والصناعية، بمختلف أنواعها كفضلات الحيوانات، مخلّفات ورشات الصناعة والبناء. تلوث مياه وادي «أماريغ» هو كارثة حلت بالمناطق المحيطة به، فقد تسببت مياهه المتلوثة في تهديد الحياة البرية والإيكولوجية بالمنطقة، التي تعرف بخضرتها وتنوع الحياة البرية فيها، حيث تسببت مياهه الملوثة بموت العديد من الطيور والحيوانات التي كانت تشرب وتتغذى منه، كما تسببت الروائح الكريهة المنبعثة منه في إصابة عدد كبير من المواطنين بأمراض تنفسية، وتسممات غذائية بسبب تلوث المحاصيل التي تسقى من مياهه.