حذر الرئيس السوري بشار الأسد، من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار" في المنطقة، على خلفية تهديدات أمريكية بشن ضربات عسكرية، رداً على تقارير عن استخدام الحكومة السورية المزعوم للسلاح الكيمياوي قرب دمشق، بيد أن ردود أفعال المجتمع الدولي تستنكر أي هجوم على سوريا التي لا تزال تعاني نزيف الحرب. وقال الرئيس السوري خلال استقباله المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي: "مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالي أصوات بعض الدول الغربية و تتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث". وأضاف، وفق تصريح نشرته حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، "هذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين". وبعد تقارير حول هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وفق مسعفين وأطباء، لوحت قوى غربية على رأسها الولاياتالمتحدة، برد عسكري بعد اتهام دمشق بالوقوف خلفه بالرغم من تفنيد دمشق لتلك الاتهامات. أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية محمود عفيفي، في بيان، "أن الأمين العام احمد ابو الغيط استمع إلى عرض من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، لآخر نتائج الاتصالات التي يقوم بها مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بهدف استئناف عملية المفاوضات السياسية بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة إضافة إلى تقييمه للتصعيدات الأخيرة للأزمة على المستوى السياسي والعسكري والميداني". وحسب البيان جدد الأمين العام مواقف الجامعة العربية تجاه الأزمة في سوريا، مؤكدا أن "الأولوية تظل للحفاظ على أرواح أبناء الشعب السوري وعلى الوحدة الإقليمية للأرض السورية وللتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة وتوقف الأطراف الخارجية عن القيام بأعمال من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من التعقيدات للأزمة". وشدد في هذا الصدد على مساندة الجامعة القوية لمساعي المبعوث الأممي في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة استنادا إلى مرجعية "جنيف1". كما حذر السفير السويدي لدى الأممالمتحدة، أولوف سكوج، اليوم، من مغبة أي عمل عسكري ضد سوريا في أعقاب تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشن هجوم صاروخي عليها. وقال سكوج للصحفيين في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، "ما يريده الشعب السوري ويحتاجه هو السلام والعدل، ليس زيادة التصعيد العسكري أو الحصانة من العقاب" مضيفا "بغض النظر عن ما سيحدث الآن.. يتعين أن يكون متوافقا مع القانون الدولي". من جهته أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كراسوف أن أي اعتداء محتمل من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها ضد سوريا "سيشكل عملا من أعمال العدوان وجريمة حرب". وقال كراسوف للصحفيين في موسكو: إن "الضربة المحتملة ضد سوريا لن تكون مجرد عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة تحارب الإرهاب الدولي بل ستكون أيضا جريمة حرب ضد البلاد وسكانها المدنيين". وكان الكرملين أعرب عن أمله في أن تبتعد جميع الأطراف عن اتخاذ خطوات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا مجددا التأكيد على أن مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في دوما "لا تستند إلى أي أدلة أو حقائق". من جهتها حذرت ايران، من مؤامرة هدفها تدمير سوريا، حيث اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي"ان مزاعم استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في دوما تكشف عن مؤامرة جدية ضد سوريا حكومة وشعبا وذريعة للتدخل العسكري فيها" . كما ناشدت تركيا امس الاربعاء موسكو و واشنطن إلى وقف "عراك الشارع بينهما"فيما يخص احتمال توجيه ضربات ضد دمشق". وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد هدد في تغريدة على تويتر باستهداف سوريا بعدما اتهم الجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية في عمليته العسكرية بالغوطة الشرقية. وستذهب بعثة تقصي الحقائق لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية لسوريا لإجراء تحقيق في هجوم دوما.