تواصل قوات الجيش السوري، للأسبوع الثاني على التوالي، عمليتها العسكرية لتحرير ريف درعا والقنيطرة، بجنوب البلاد، من قبضة الجماعات المسلحة محرزة تقدما ميدانيا كبيرا، في الوقت الذي جددت فيه الأممالمتحدة دعوتها كافة الأطراف إلى العمل معا لوضع حد لهذا الصراع. وكثفت القوات السورية هجماتها في جنوب البلاد بدعم من الطيران الروسي لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية منذ سبع سنوات وتمكنت خلالها من استعادة السيطرة على قريتي علما والصورة في الريف الجنوبي الشرقي لدرعا، محرزة تقدما ميدانيا كبيرا. وبالموازاة مع ذلك، تواصل عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والجهات المعنية الصحية والاغاثية استقبالها لعشرات العائلات النازحة من مناطق انتشار المسلحين بدرعا عبر الممرات الإنسانية الآمنة التي تم فتحها. ووفقا للتقديرات، فقد تمكن أكثر من 150 ألف سوري من الخروج من بلدات ريف درعا إلى الحدود الأردنية، والشريط الحدودي قرب الجولان السوري المحتل منذ بدأ العملية العسكرية. وفي هذا الصدد، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء سلامة عشرات الآلاف من المدنيين العالقين على خط القتال أو الفارين من العنف في محافظة درعا، حيث دعا مديرها الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، روبير مارديني، جميع الأطراف المتحاربة في درعا والسويداء والقنيطرة، إلى ضبط النفس وبذل قصارى جهدها لتجنيب المدنيين عواقب القتال وتجنب إلحاق الضرر بالبنية التحتية الضرورية لبقائهم أحياء. كما طالب بتسهيل وصول المدنيين إلى المناطق الآمنة وحصولهم على الخدمات الضرورية بما في ذلك تمكنهم من الوصول إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الأممالمتحدة، عن وقف قوافلها الإنسانية التي تعبر الحدود من الأردن إلى محافظة درعا بسبب المعارك وعدم ضمان سلامة مرور القوافل. وبهدف تفادي كارثة إنسانية جديدة، وتعزيز قدرة السوريين على تحمّل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها وتمكينهم من تحمّل الأعباء المعيشية داخل أراضيهم، قررت الأردن إرسال مساعدات إنسانية إلى النازحين بالداخل السوري. كما دعت الأردن المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه الأوضاع في الجنوب السوري وتكثيف مساعيه لإعانة الأشقاء السوريين وإيجاد حل سياسي يضمن استعادة الأمن والاستقرار في سوريا.