أدى تواصل عمليات القصف التي تنفذها القوات السورية في عدة مناطق بالبلاد إلى مقتل أكثر من 70 شخصا في حصيلة ثقيلة لاعمال العنف التي دعا الامين العام للامم المتحدة أمس إلى الحد منه لتمهيد الطريق للعملية السياسية. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان 70 شخصا بينهم نساء واطفال قتلوا في سورية اليوم جراء تواصل عمليات القصف التي تنفذها القوات الحكومية في مناطق سورية عدة لقمع الاحتجاجات التي تنادي برحيل بشار الاسد ونظامه. وقالت اللجان في بيان حول تطورات الاوضاع الميدانية ان تجدد اعمال العنف في سورية أسفرت حتى اللحظة عن سقوط 24 قتيلا في دمشق وريفها معظمهم في الغوطة الشرقية و23 في درعا اضافة إلى 16 قتيلا في حلب معظمهم اعدموا "ميدانيا" في حي جمعية الزهراء وستة في حمص وواحد في ادلب. وفي ريف دمشق قالت اللجان ان اصوات انفجارات ضخمة ناتجة عن قصف مدفعي على بلدات ومدن الغوطة الشرقية هزت اليوم معظم احياء العاصمة دمشق فيما جرح اكثر من سبعة مدنيين في قصف عنيف متواصل يستهدف مدينة الزبداني تزامنا مع قصف مماثل تعرضت له يبرود وعربين وحزة ومسرابا وخلف عددا من الجرحى. واشارت إلى ان التطورات الميدانية في ريف دمشق تأتي في اطار حملة عنيفة تشنها القوات السورية ذهب ضحيتها في اليومين الماضيين اكثر من 80 شخصا وعشرات الجرحى معظمهم في دوما وسقبا وحرستا وفي ظل "حصار خانق على المدن قطعت خلاله كافة اشكال الاتصالات ومنع كذلك دخول المساعدات الطبية والغذائية". وحذرت اللجان من وقوع كارثة انسانية في الريف الدمشقي جراء استهداف قوات النظام النازحين عن المدن مما تسبب في اصابة عدد كبير منهم بجروح وسط نقص حاد في المواد الاسعافية واستهداف الكوادر الطبية والمستشفيات الميدانية. وقالت ان عددا من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف مدفعي عنيف تعرضت له احياء عدة في دمشق وادلب ودرعا وحماة تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري الحر والنظامي في مناطق متفرقة وبخاصة في دمشق وحماة ودرعا وديرالزور. وقتل في سورية أمس الاثنين 183 شخصا على يد القوات السورية الذي تواجه حركة احتجاجات شعبية واسعة اندلعت في منتصف مارس عام 2011 للمطالبة باسقاط نظام بشار الاسد . وبينما يطالب المجتمع الدولي السلطات السورية بوقف العمليات الامنية والعسكرية والبدء بالانتقال الديمقراطي في البلاد تقول دمشق أنها "تواجه جماعات مسلحة ارهابية ممولة من الخارج وليس متظاهرين". في غضون ذلك ذكرت صحيفة "الوطن" السورية اليوم ان اكثر من 5 الاف مسلح قتلوا في محافظة حلب خلال فترة الاشتباكات مع الجيش السوري . وقالت الصحيفة أن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى حلب لإكمال مواجهة المسلحين الذين تلقوا "ضربات موجعة" طوال الشهرين الماضيين وخسروا العديد من مواقعهم . وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جدد امس الاثنين خلال لقاءه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم دعوته إلى "الحد من العنف" فى سورية لتمهيد الطريق للعملية السياسية. ويدعو بان كي مون منذ فترة طويلة إلى تسوية الأزمة السورية سياسيا بدلا من العمل على زيادة عسكرة الوضع. واعرب بان امس عن احباطه الشديد ازاء الوضع المستمر فى التدهور بعد 19 شهرا من القمع والقتال كما قال . وكان المعلم قد اتهم فى كلمة القاها امام الجمعية العامة فى وقت سابق من نهار امس الولاياتالمتحدة وحلفاءها الذين يشكلون جزءا من الاعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولي بدعم الارهاب فى سورية " بحجة التدخل الانساني " و"حجة مسؤولية الحماية". كما انتقد دعوات الدول الغربية لإقالة الرئيس بشار الاسد واصفا اياها ب " التدخل الصارخ فى الشؤون الداخلية لسورية". الا أنه أكد بالمقابل على ان بلاده لا تزال "تؤمن بالحل السياسي" للخروج من الازمة ودعا كل الاطراف والاطياف السياسية داخل سورية وخارجها إلى حوار بناء تحت سقف الوطن. وولدت الاوضاع بسورية أزمة انسانية تشرد في ظلها الالاف داخل وخارج الوطن وهم يجابهون أوضاعا مؤلمة جراء النقص في أدنى متطلبات الحياة الكريمة. وفي هذا الاطار اعلن مفوض الاممالمتحدة الاعلى لشوون اللاجئين انطونيو غوتيريس ان الوضع بسورية ترك "2.5 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة داخل سورية" مضيفا ان اكثر من نصف مليون سورى غادروا بالفعل الدولة. وتتحمل اربع دول مجاورة تركيا ولبنان والعراق والأردن عبء اللاجئين. وبسبب سوء الظروف المعيشية التي يواجهونها داخل المخيم"الزعتري" بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) بالاردن اندلعت اليوم مجددا احتجاجات لاجئيه. وقال مصدر أردني اليوم إن عشرات اللاجئين السوريين نظموا مسيرة احتجاجية داخل المخيم والتي فاقهما موجة الطقس السيئ التي يشهدها الأردن حاليا وتسببت في اقتلاع العديد من الخيام نتيجة العواصف الترابية المحملة بالغبار مع تساقط الأمطار الغزيرة. وأشار المصدر إلى أنه تم إخلاء منظمات الإغاثة الدولية العاملة داخل مخيم "الزعتري" والتي أوقفت خدماتها مؤقتا خوفا من الاحتجاجات والاشتباكات بين اللاجئين السوريين وقوات الدرك الأردنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.