يرتقب أن يستمر نزيف السياح الجزائريين إلى الوجهات الخارجية و على رأسها الشقيقة تونس خلال موسم الاصطياف 2018 ،حيث توقع ديوان السياحة التونسية في الجزائر استقبال ثلاثة ملايين سائح جزائري خلال هذه السنة ،و هو رقم ضخم يسلط الضوء مجددا على ظاهرة عزوف الجزائريين عن اختيار الوجهات السياحية المحلية رغم ما تزخر به بلادنا من مؤهلات طبيعية و تنوع ثقافي . و استطاعت الجارة الشرقية تونس، أن تبقى القبلة السياحية الأولى بالنسبة للجزائريين في موسم الصيف الجاري، رغم تنافسية العروض التي تقدّمها الوجهتان التركية والمصرية، اللتان تحتلان الترتيب الثاني والثالث في الخيارات السياحية للجزائريين. وتبقى الوجهة الداخلية بالجزائر الأقل طلباً، في ظل ارتفاع أسعار العروض المحلية وضعف الخدمات الفندقية وغياب المرافق حسب الناشطين في قطاع وكالات السفر، في وقت جندت فيه الحكومة كل طاقاتها لتشجيع السياحية الداخلية، وخصصت لذلك مبالغ مالية كبيرة. وفي السياق ذاته، يشير متعاملون في المجال السياحي إلى أن الوكالات تحاول أن تروج للسياحة المحلية أو الداخلية، لكنها تصطدم في كل مرة بغلاء الأسعار، لافتا إلى أن الفنادق والمنتجعات ترفض التفاوض على الأسعار ولا تمنح هامش ربح للوكالات كما تفعل الفنادق التونسية والمصرية والتركية وغيرها، ما يجعل العروض الداخلية غير مغرية. و لذلك فإن الصورة الراسخة في ذهن المواطن حول الفنادق الجزائرية تختزل في الغلاء ورداءة الخدمة ويصعب إزالة هذه الصورة إذا لم يطور مسؤولو السياحة الأعمال. ويقول نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية الجزائرية إلياس سنوسي في تصريحات إعلامية حديثة إن تونس تبقي الوجهة الأولى والمفضلة للجزائريين لسببين الأول السعر والثاني هو القرب من الجزائر. ويوضح سنوسي أن متوسط سعر أسبوع في فندق أربع نجوم لا يتعدى 40 ألف دينار جزائري مع احتساب الوجبات، ويصل إلى 50 ألف دينار في فندق خمس نجوم، وهي أسعار لا تسمح لك بقضاء أربعة أيام في أبسط فنادق الجزائر في المدن الساحلية الكبرى. ويضيف أن الجزائريين وجدوا في تونس شيئا مهما لم يجدوه في الجزائر وهو نوعية الخدمات، فالفنادق الجزائرية للأسف لا تملك بعد ثقافة الزبون ملك يجب إرضاؤه . وكان عدد الجزائريين الذين فضلوا قضاء عطلة الصيف العام الماضي في تونس قد ارتفع إلى 2.4 مليون سائح، حسب أرقام وزارة السياحة التونسية مقارنة بنحو 1.8 مليون جزائري في 2016، وهو رقم سيبقى مرشحا للارتفاع للعام الجاري، بالنظر للعروض التنافسية التي تقدمها الفنادق التونسية، وفق ناشطين في قطاع السياحة. و أعلن ممثل الديوان الوطني للسياحة التونسيةبالجزائر فؤاد الواد في حوار له مع إذاعة الجوهرة أف أم التونسية مؤخرا أن تونس تتطّلع إلى استقبال 3 ملايين سائح جزائري هذه السنة. وقال المسؤول التونسي: هذه السنة ستشهد زيادة (في عدد السياح الجزائريين في تونس). ونتوقع ما بين 2.7 و 3 ملايين سائح سيزورون تونس سنة 2018 . وأضاف: أنّ السداسي الأول من هذه السنة شهد حضور أكثر من 905 آلاف جزائري بتونس، وهو ما يعني زيادة بنسبة 18 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. كما أشار المتحدث إلى أن مدينة سوسة الساحلية تبقى الوجهة المفضلة لدى الجزائريين متبوعة بكل من مدينتي الحمامات ونابل. وعن إمكانية استخدام الدينار الجزائري كوسيلة للدفع في الأراضي التونسية، أكد الواد أن هذه مبادرة اقترحها بعض المسؤولين التونسيين، إلا أنها تبقى غير قابلة للتجسيد في ظل غياب اتفاقات ملموسة بين وزارتي المالية والبنكين المركزيين في البلدين الشقيقين.