جمعية الانشراح العاصمية تبدع في مزج نوبات المالوف و تبهر المختصين تواصل سهرة أمس الأول الإقبال الجماهيري المكثف على فعاليات المهرجان الوطني للمالوف التي يحتضنها قصر أحمد باي بقسنطينة،حيث أحيت السهرة الثالثة من عمر الطبعة الثامنة من التظاهرة جمعية الانشراح من الجزائر العاصمة التي أدت طابع المالوف و أبدعت في مزج نوبة الديل بنوبة الماية، فأبهرت الحضور، كما استقطبت السهرة اسمين لامعين في فن المالوف القسنطيني الأصيل هما الشيخ العربي غزال و الفنان الشاب رياض خلفة بالإضافة إلى مغنية الحوزي صورية زبيري. جمعية الانشراح استقطبت اهتمام المختصين في موسيقى المالوف الذين حضر عدد كبير منهم ،حيث أدت بشراف الديل الذي قامت بإدخال إضافات فنية تحسينية عليه فلفتت الانتباه و جعلت قصر أحمد باي تعمه أجواء الإنصات و الاستمتاع ،فتعالت بين الفينة وأخرى تصفيقات حارة لتعبر عن الإعجاب الكبير بالمقطع الموسيقي المؤدى. وقد خاضت جمعية الانشراح بقيادة المايسترو الكبير اسماعيل مهاية تجربة مزج بين نوبة الديل و نوبة الماية وهو ما نال استحسان متتبعي المالوف و أساتذته . وقد قال الأستاذ مهاية للنصر، بأن "الانشراح"تهدي عملها لكل الذين ساهموا في بناء أصول فنية حقيقية للموسيقى في الجزائر، مضيفا : "أصبحنا نعيش تناقضا فنيا صارخا، حيث يتم الاعتراف بالمغنيين الذين لا يمتلكون القدرة على الأداء ويتم تجاهل الجمعيات التي أضحت تعمل في الظل وتقوم بتكوين الشباب موسيقيا في مهمة مقدسة لحفظ التراث". و دعا في سياق حديثه إلى مساندة الجمعيات الفنية خاصة التي تنشط من أجل تكريس التراث الجزائري في الحياة اليومية وإيصاله للأجيال. أما الفنان رياض خلفة فقد أدى خلال هذه السهرة ،مقتطفات من نوبة رمل الكبير ،المعروفة بنوبة "العشية"، كما غنى مقاطع من طابع الحوزي من أم لفضول. وقد تواصلت الحفلة إلى ساعات متأخرة من الليل، رفقة شيخ المالوف العربي غزال الذي أدى أشهر أغانيه، بدء ببرول ديل البراني، الموسوم ب"مكابد الحب آش يفيدو" ثم حوزي "الورشان" . و جاء دور الفنانة صورية زبيري التي زينت ما تبقى من السهرة الطويلة بأداء طابع الرهاوي ،فأهدت في بداية فقرتها الحضور أغنية "قسنطينة" من كلمات علي قريرم و تلحينها، ثم قدمت خلاصات من طابع الرهاوي و استخبار موال ،لتختتم الحفل بعزف وغناء "غني على بلادي"و هي أغنية من نوع الفلامنكو أدتها باللغتين العربية و الفرنسية. الجدير بالذكر أن ضيق الحيز المخصص لاحتضان المهرجان بقصر أحمد باي حرم العديد من محبي المالوف من متابعته خاصة و أن القائمين على التظاهرة وزعوا دعوات على ضيوف هذه السهرات من أجل تفادي الاكتظاظ و عدم التحكم في التنظيم و الفوضى.