المكسرات الأمريكية تغزو أسواق وهران قبل الاحتفاء بيناير لم يكن الإقبال على كعكة رأس السنة الميلادية كبيرا في وهران، ليس بسبب التقشف ولكن لعدة اعتبارات، أهمها تراجع هذه الظاهرة عاما بعد عام ، لانشغال المواطن الجزائري بمشاريع السكن ،وقروض السيارات، وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية التي حدت من مصاريفه ليلة احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، ضف إلى ذلك أن في هذا العام تزامنت المناسبة وذكرى المولد النبوي الشريف، مما جعل العديد من الجزائريين يفضلون هذا الموعد الديني لممارسة الطقوس والعادات والتقاليد في لمة عائلية. هذا ما لمسناه عند اقترابنا من بعض المواطنين في وهران الذين تهافتوا هذه الأيام على لقتناء «الرقاق» و»البركوكس» و»البخور»، بمختلف أنواعه، وكذا الحناء، و لوازم «الطمينة» التقليدية التي تحضر عادة في المولد النبوي بالمنطقة ، والقلة القليلة فقط تمكنت من جمع هذه اللوازم مع كعكة «لابيش»، لدرجة أن أغلب محلات بيع الحلويات بوسط المدينة لم تحضر كميات كبيرة منها. هذا إلى جانب تنافس الفتيات على تحضير هذه الكعكة في البيت خاصة، وأن الكثيرات متخرجات من مراكز التكوين المهني، ومنهن أيضا من تتخذ من البيت مكانا لتحضير، وبيع الحلويات للجيران والأقارب، مما ساهم في تراجع الإقبال على المحلات. بالمقابل سجلنا إقبالا ملفتا على المكسرات في أسواق وهران، خاصة المدينة الجديدة، ولاباستي أين تجولنا و اكتشفنا تسويق مكسرات أمريكية، عوض الجزائرية، حيث كلما تسأل بائع عن سعر السلعة التي يعرضها يجيبك: «أي مكسرات تريد الأمريكية، أو المحلية؟» اعتقدت في البداية ، أن الأمر يتوقف عند بائع أو بائعين،لكن تبين أن أغلب المكسرات المعروضة هذا العام لإحتفالية «يناير» قادمة من أمريكا،و يبدو أن العلاقات الجزائرية الأمريكية وصلت لغاية استيراد المكسرات رغم أن أسعارها مرتفعة نوعا ما عن نظيرتها الجزائرية. ما لفت انتباهي أيضا هو أن الزبائن كانوا يطلبون المكسرات الجزائرية ومنهم من قال: «أنا لن أحتفل بيناير بمكسرات أمريكية»،ومنهم من قال «أمريكا وصلت حتى في المكسرات» ومنهم من اشترى السلع الجزائرية عن اقتناع لتشجيع الإنتاج الوطني قائلا: « هذا إنتاج الفلاحين الجزائريين إذا لم أشتر منه كيف سندعم الإقتصاد الوطني؟»، وهكذا اختلفت الآراء ولكن اجتمعت على الحفاظ على العادات والتقاليد الجزائرية في كل الاحتفاليات، خاصة يناير . هذه المناسبة سجلت هذا العام غزو مصبرات «الشرشم» وهو طبق معروف في الغرب الجزائري، يحضر عادة عشية الاحتفال يوم 12 يناير من قبل ربات البيوت ، حيث ينقعن الفول والحمص والقمح في الماء ليلة كاملة، وفي الصباح يقمن بغلي هذه الحبوب في الماء والملح، ويقدمنه ساخنا كطبق تتناوله العائلة بمناسبة يناير. لكن الشرشم، أصبح اليوم يباع على شكل مصبرات مستوردة من الخارج، بالرغم من أنه لا يلقى إقبالا من طرف الجزائريين ،خاصة في أسواق وهران،حيث تتهافت النسوة هذه الأيام على شراء هذه الحبوب لتحضير الطبق التقليدي في البيت. في انتظار حلول يوم 12 جانفي تمتلئ الأسواق بالزبائن لاقتناء كل لوازم الاحتفاء بالمولد النبوي و رأس السنة الأمازيغية .