يحتفل العاصميون على غرار كل الجزائريين الليلة بحلول السنة الامازيغية الجديدة 2965، و تتجلى المظاهر الاحتفالية بهذه المناسبة عبر مختلف اسواق الجزائر التي اكتسبت طابعا خاصا خلال هذه الفترة. تشهد واجهات المحلات المخصصة لبيع الحلويات ومختلف انواع المكسرات بسوق علي ملاح نظر الداخلين الى السوق بالنظر الى الطريقة التي بات الباعة يتفنون في عرضها بغية جلب اكبر عدد من الزبائن و لدفعهم الى اقتناء ما يرغبون فيه لاحياء عادة "التراز" المرتبطة باحتفالات حلول السنة الامازيغية الجديدة. ويحرص العاصميون على احياء هذه المناسبة بالحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة وهو ما يتجلى في اقبالهم على اقتناء مستلزمات الاحتفال بليلة حلول السنة الامازيغية والخاصة بمادبة العشاء والسهرة التي تتبعها لتكون فرصة لاجتماع كل افراد العائلة. ويجسد إحياء هذه التقاليد إقبال ربات وارباب العائلات على مختلف محلات الحلويات والمكسرات وكذا اللحوم وبالخصوص اللحوم البيضاء فالطبق الرئيسي في هذه المناسبة و بدون منازع هو "الرفيس بالدجاج'' . وعلى الرغم من احياء الكثيرين لهذه العادة المعروفة بالخصوص لدى العاصميين ب " العام " الا ان هناك شريحة كبرى لا تعرف معناها او سياقها الزمني لكنها تتبع العادة والعرف الذي اقر بالذكرى من خلال صور احتفالية مميزة عن باقي المواسم الدينية على غرار العادات المرتبطة باحياء ذكرى المولد النبوي الشريف او عاشوراء. وفي هذا الخصوص قالت السيدة مليكة التي كانت بصدد اقتناء حاجيات إعداد مأدبة عشاء هذا الموسم على حد تعبيرها على مستوى سوق كلوزال فان الأمر يتعلق بإحياء عادات الأجداد التي تربت عليها. وعن السياق التاريخي للذكرى قالت انه يتعلق بمخالفة المسيحين الذين يحتفلون بليلة راس السنة الميلادية و لذلك يتم احياء السنة الامازيغية بعد 12 يوما من حلول هذه الاخيرة. وعلى نقيض بهذا الجانب اشارت باسهاب الى العادات المتبعة و التي تتعلق باعداد انواع مختلفة من الاطعمة على مدار الايام المقبلة والتي تكون ليلة راس السنة فاتحتها من خلال الوجبة الرئيسية و عادة رمي مختلف انواع الحلوى على راس صغير كل عائلة من قبل اكبر اقربائه عمرا وذلك تيمنا بان يكون رزقه وفيرا على امتداد عمره. تفسير مليكة حول الذكرى لم يبتعد عنه كثيرا السيد عبد القادر الذي كان على مستوى ذات السوق مرفقا بحفيدته لاقتناء ما ترغب فيه من مكسرات لاحياء ليلة السنة الامازيغية حيث قال انه على حد علمه وما تربى عليه فان الذكرى مرتبطة بمخالفة الامازيغ للمسيحين في اعيادهم. ولم يختلف علم الباعة على مستوى هذا السوق بماهية ذكرى السنة الامازيغية بالرغم من انهم اغتنموا الفرصة لتحقيق معدلات بيع افضل لسلعهم خاصة ما تعلق بالمكسرات من خلال زيادة الاسعار التي ارتفعت كثيرا حسب الكثير من الزبائن المتعودين على اقتناء حاجياتهم بالمكان وذلك مقارنة بالاسعار المسجلة خلال السنة الماضية. تجدر الإشارة أن التقويم الأمازيغي يؤرخ لما قبل 950 سنة قبل الميلاد حينما استطاع الأمازيغ بقيادة الزعيم "شاشناق" دخول مصر بعد الانتصار في حروب استمرت طويلا وبالتحديد في عهد الأسرة الواحد والعشرون التي كان يقودها الملك الفرعوني "رمسيس الثالث".