طفل معاق ذهنيا و حركيا بحاجة ماسة إلى مساعدات المحسنين للعلاج إسحاق نضال بغيل، يجسد معاناة عمرها ثلاث سنوات و نصف، لقد ولد بإعاقة ذهنية بنسبة مائة بالمائة، بالإضافة إلى إعاقة حركية شبه تامة، إذ يعجز عن الوقوف و المشي بسبب اعوجاج قدميه، كما يعجز عن الجلوس أو الاستقامة، يعيش رفقة والدته الأرملة بمنطقة كاف لكحل المعزولة بأعالي جبل الوحش بقسنطينة، في ظل ظروف اجتماعية قاهرة ،تكاد تقضي على كافة فرصه في العلاج، و لما لا الشفاء. مشكلة الطفل نضال ،لا تقتصر فقط على الإعاقة التي حرمته من قضاء طفولة طبيعة، بل تتعداها إلى وضع عائلته المادي، فبعد وفاة والده قبل عامين، إثر حادث انقلاب شاحنته الخاصة بنقل الخضر، اضطرت والدته مراح نسيمة 27 سنة، إلى اللجوء إلى بيت أهلها و هي تحمل بين يديها صغيرا معاقا، بعدما وجدت نفسها دون معيل. تنقلت النصر إلى أعالي منطقة كاف الكحل الجبلية الباردة،حيث يتواجد منزل والد نسيمة و إخوتها و أخواتها، و قد اضطرت للإقامة هي و وحيدها إسحاق نضال معهم. المنزل قديم يعود للحقبة الاستعمارية،و يتكون من ثلاث غرف ، جدرانه من الحجارة ،و سقفه من القرميد ،و القصدير، يفتقر لضروريات العيش، لا ماء و لا غاز، و يستعين ساكنوه الذين يشكلون ثلاث أسر، تتكون من 13 فردا على برد الشتاء، بمدفأة وقودها الحطب. وجدنا السيدة نسيمة تحمل الطفل إسحاق نضال بين ذراعيها، و في عينيها نظرة ألم و أمل، أخبرتنا بأن نضال ولد وهو معاق ذهنيا،و يعجز عن النطق بشكل سليم، إضافة إلى معاناته من إعاقة حركية شبه كلية،حيث أن قدميه معوجتين بشكل تام، و لا يمكنه لا الجلوس و لا الوقوف و لا السير. محدثتنا تناشد المسؤولين و ذوي القلوب الرحيمة، التدخل من أجل توفير العلاج لابنها، فتكلفة دوائه و فحوصاته،تتعدى سقف إمكانيات عائلتها بكثير، ما يضطرها للاستدانة، أو الاستعانة بصدقات المحسنين لتوفير علاج الطفل. أم نضال أوضحت بأن مشكلتها الأساسية تكمن في تكلفة دواء « تيباركين» الخاص بنضال ، و المقدرة ب 10 آلاف دج للعلبة الواحدة، علما أن الدواء يوفر له أحيانا عن طريق محسنين يحضرونه من فرنسا أو تونس، و بالمقابل تضطر العائلة في أحيان أخرى إلى دفع 30 ألف دج للحصول عليه ،بوسائلها الخاصة. وضع وصفته السيدة نسيمة بالصعب، خصوصا في ظل عدم استفادتها من أي تغطية صحية ،أو منحة اجتماعية، بالرغم من إعاقة ابنها، مؤكدة بأنها سعت بكل السبل للحصول على منحة المعاقين لتلبية مصاريف الطفل، غير أن مصالح البلدية بحي الزيادية، الجهة التي استقبلت ملف نضال قبل سنتين تقريبا، لم تقدم أي رد إلى غاية الآن. أرجعت الأرملة الشابة السبب إلى فقرها و قلة حيلتها، ناهيك عن افتقارها لعنوان واضح يسمح لها بتلقي استدعاءات أو ردود واردة ، على اعتبار أن المسجد المتواجد على بعد سبعة كيلومترات عن مقر سكناها، يعد مركز الاستقبال و التوجيه الوحيد بالمنطقة، ما يزيد حاجتها للحصول على سكن لائق يسمح لها برعاية طفلها بشكل أفضل. أم نضال أخبرتنا، بأنها تعيش حاليا على إعانات أشقائها الخمسة، و مساهمات المحسنين لتغطية نفقات المعاينات، و الفحوصات الدورية لطفلها، و التي تقدر ب 4000 دينار ،كل ثلاثة أشهر، دون احتساب تكلفة النقل عن طريق سيارة خاصة ،من كاف لكحل باتجاه المستشفى الجامعي بن باديس بوسط قسنطينة ، مؤكدة بأنها مستعدة لبيع إحدى كليتها لتمنح لصغيرها حياة أفضل.