لم يسجل من التراث الموسيقي القسنطيني سوى 5 بالمائة قال الفنان القسنطيني طارق زعزع المعروف في الوسط الفني باسم «زازا»بأن ما تم تسجيله من التراث القسنطيني لم يتجاوز5 بالمائة، و أن الكثير من الفنانين يعجزون عن تصنيف أغلب القصائد المدونة في الطابع الذي يليق بها، كما عبّر من جهة أخرى عن رفضه لادعاء الفنانين بتقديم الجديد في فن المالوف ،لأن كل ما يفعلوه مجرّد تحوير للتراث، و نقله من طابع إلى آخر موجود منذ عهود. الفنان طارق زعزع الذي كشف للنصر، على هامش حفل أحياه بمركز الثقافة ابن باديس بقسنطينة مؤخرا، عن ألبوم جديد يعكف على تحضيره، أوضح بأن جزء كبير من التراث الموسيقي القسنطيني، لا زال له أثر كتابي، لكن يجهل الفنانون اللحن و الطابع الذي كان الأولون يؤدونه عليه. و عن جديده الفني، قال الفنان، بأنه يحضر منذ مدة لمشروع مجموعة موسيقية تحمل عدة أقراص مضغوطة، تحتوي أغان من التراث لم يسبق تسجيلها ،و التي لها علاقة بالمدح، منها «المغروم بجماله»، التي أوضح بأنه وجدها على شكل قصيدة، فراح يجرّبها في مختلف الطبوع ليقع اختياره على طابع «الجركة» الذي كان الأنسب لحنا و موسيقى، مضيفا بأن الأغنية لها ما يقابلها في المحجوز ، بقصيد موسوم «الغرام و هواله».و ذكر بأنه فضل تأجيل التسجيل بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه دور التوزيع في مثل هذه الفترة:»أفضل التريّث للحصول على منتوج جيّد»، علّق الفنان الذي اعترف بأنه لا يحفظ الكثير من أغاني المالوف، معربا عن إعجابه بقدرة المشايخ السابقين على حفظ عشرات القصائد ،كلمات و ألحان ، مما ساهم في استمرار هذه الموسيقى و انتقالها من جيل إلى جيل. الفنان الذي تألق في أداء أغنية «خو الورشان» التي غناها في طابع المحيّر، تحدث عن ضرورة المرور بمختلف المدارس و الاستماع لشتى الطبوع المحلية و التعلّم منها لتقاربها و التقائها في عدة نقاط، ساردا كيف أنه احتك بالعيساوة و «لخوان» و استفاد كثيرا مما تعلمه بخصوص «الصنايع» المتقاربة بينها و بين المالوف مثلما هو الحال بالنسبة ل «القادريات» ،موضحا بأن بها شطر من القصيد يؤدى على طريقة الحوزي، و نفس «الصنعة»متداولة عند الشاذولية في الطريقة العيساوية، معلّقا:»قد يختلف الكلام لكن يبقى «حسان» الموسيقى نفسه». و أسر بأنه لا يكل من البحث و جمع «السفاين» من عند المشايخ أو زملائه الذين كان لهم حظ الحصول على نسخ منها، و لا يتعب من محاولة تركيب «الصنعة» على الكلمات التي اندثرت مخطوطات ألحانها أو نسي لحنها. و بخصوص ظهوره المحتشم في الساحة الفنية، أجاب طارق زعزع ،بأن افتقاره لجوق محترف حال دون تحقيق طموحه:»ليس لي جوق، لدينا مشاكل في إيجاد عازف جواق (ناي) ماهر رغم كثرتهم بقسنطينة»، في إشارة إلى إصراره على انتقاء مرافقيه في الجوق. و أضاف قائلا ،بأنه يسعد عندما يعمل مع عازفين مثل نذير بن جبار (عازف الكمان)، و أحد أعضاء جوق سليم الفرقاني أو توفيق وشان ،عازف إيقاع (دربوكة) أحد عناصر فرقة المطرب عوابدية، أو العازف سعيد بوهنقل، و عازف الناي(جواق) جباسي حبيبو..و غيرهم من العازفين الذين يساهمون ببراعتهم ،و مهاراتهم الموسيقية في إنجاح حفلاته.و تذّكر بداية مشواره الفني و فضل بعض الفنانين عليه في كسب «الصنعة» و سرد كيف أن الشيوخ كانوا يترّيثون قبل أن يمنحوا الفنان المبتدئ أسرار «الصنعة»، إلى غاية تأكدهم من جديته و مثابرته ،و استعداده لخدمة هذا الفن و الحفاظ عليه كتراث.و أشاد بما تعلّمه مع مراد العايب الذي لقنه ،كما قال، الطبوع و «حساب الميزان»، و الاستخبارات التي تليق بكل نوبة :»لقنني القادريات، و كلما حضرت معه عرسا أو تدريبا ،إلا و وجدت لديه الجديد».