تزايد الطلب على نحاتي الجبس المغاربة بقسنطينة بوساطة محلية غير مرّخصة يتزايد الطلب على خدمات اليد العاملة المغربية في مجال النحت و النقش على الجبس بشكل ملفت بشرق البلاد، حسب عدد من ممتهني فن الديكور بقسنطينة الذين أكدوا الاستعانة بهؤلاء في أغلب مشاريعهم. إعلانات مغرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بفيديوهات و كتالوجات للترويج لخدمات حرفيين من دول الجوار، وجدوا في الجزائر فضاء واسعا للاستثمار و الربح المضمون، في ظل نقص اليد المتخصصة المحلية، حيث يزيد الطلب على خدماتهم يوما بعد يوم، لاسيما من قبل أصحاب السكنات الفاخرة و المؤسسات التجارية، مقابل أجور لا تقل عن 60مليون سنتيم. بعد اتصالنا ببعض المروجين لمهاراتهم في مجال الديكور العربي الإسلامي الحديث، كانت المفاجأة أن جل المعلنين أشخاص ليست لديهم مؤسسات و لا مجرّد ورشات صغيرة، رغم ذلك يؤكدون تسييرهم أو لعب دور الوسيط بين الزبائن و اليد العاملة المغربية و ليس فقط بقسنطينة و إنما بمختلف مناطق الوطن ما عدا الغرب التي لا يعرف عجزا في هذا المجال حسب أحد الحرفيين الذي أكد لنا تعامله مع ما يقارب 14حرفيا مغربيا منذ حوالي عشر سنوات. و ذكر محدثنا بأن هؤلاء غير مصرّح بهم، لذا فهم يضطرون لقبول شروط من يجدون لهم عروض العمل حتى لو كانوا بعيدين كل البعد عن حرفة النحت و النقش. و خلال تحدثنا مع حرفي ثاني، تبيّن لنا بأنه موظف في شركة عمومية، و يلعب دور الوسيط لمجموعة من الحرفيين القادمين من المغرب، و يأخذ هامش ربح معتبر حسبه بالإضافة إلى تعلمه أسرار الحرفة التي أكد بأنها مصدر كسب مضمون لمن يمتهنها. و قال الحرفي عماد البالغ من العمر 34سنة، بأن جودة و تميّز خدمات هؤلاء الحرفيين وراء زيادة الطلب عليهم، حيث يعتمدون على النحت و النقش اليدوي عكس أغلبية الحرفيين الجزائريين الذين يستعملون قطع الجبس المنقوشة الجاهزة، مؤكدا تزايد عدد الزبائن المتطلبين ، الذين يفضلون العمل اليدوي و يدفعون الكثير من الأموال لأجل تجسيد ديكورات حديثة بلمسات فنية متميّزة. و عن سعر عمالة هؤلاء، أوضح الحرفي بأن العملية تتم وفق كل مشروع، قائلا بأن ثمة من المشاريع التي تتراوح أسعار تهيئة أسقفها و أعمدة المداخل أو الصالون بين 20 و 60 مليون إذا تعلق الأمر ببيت يزيد عدد غرفه عن الثلاثة. و بخصوص الأشكال التي يكثر عليها الطلب، ذكر بعض الحرفيين بأن أكثر الموديلات الرائجة هذه الأيام، لها علاقة بديكورات الجبس الموفرة للإضاءة و التي تتوافق مع الطلاء العصري المعروف باسم «ستيكو» الذي يسجل هو الآخر رواجا ملفتا سواء بالبيوت أو المحلات لسهولة تنظيفه و لمعانه الجذاب. و تحدث الحرفيون عن الإضاءة المخفية و المركزة «سبوت لايت»التي قالوا بأنها لم تعد حكرا على المطاعم و قاعات الشاي، بعد تزايد الإقبال عليها ، ضمن ديكورات البيوت العصرية و بشكل خاص، «الستيل» المغربي و الإسباني لما يزخران به من زخارف، تضفي النمط العربي الإسلامي المحبذ من قبل الكثيرين. و عن سر اللجوء إلى اليد العاملة المغربية، أوضح بعض الحرفيين بأن فن النحت يتطلب القوة العضلية و الصبر و أيضا الخبرة و المهارة العالية و الدقة و الإلمام بالحسابات الرياضية و الهندسة ، و هو ما لا يطيقه الكثير من الحرفيين المحليين الذين يفضلون الأعمال البسيطة و سريعة الانجاز.