عدد المختصين في النحت على الجبس بالجزائر يعدّون على أصابع اليد الواحدة عبّر الفنان محمد بوخاتم المنحدر من ولاية المدية عن حبّه الكبير لفن النّحت على الجبس الذي اعتبره مصدر إلهام له، مضيفا بأنّ هذه الحرفة اليدوية يعود تاريخها إلى عقود من الزمن وكانت متأصّلة بالجزائر قبل أن تعرف طريقها إلى الزّوال ويقوم المغاربة باحتضانها. وقال هذا الفنان المبدع للنصر التي التقت به على هامش الأسبوع الثقافي لولاية المدية في عاصمة جرجرة التي احتضنت فعالياته دار الثقافة مولود معمري مؤخرا ، أن عدد الحرفيين المختصين في النحت على الجبس بالجزائر يعدّون على أصابع اليد الواحدة رغم أهمية هذا الموروث الثقافي الذي يعتبر من ضمن الخصائص المعمارية ، و عن تعلّمه لهذه الحرفة الفنيّة أضاف محدّثنا بأن ذلك يعود إلى سنة 1990 على يد فنانين مغاربة حينما أقام في المغرب وشغف بهذا الفن الجميل وخلال العام 1994 عاد إلى مسقط رأسه بولاية المدية بعدما أخذ وتعلم أصوله وقواعده، وليشرف على تكوين مجموعة من الشباب الذين يعملون معه الآن، كما لا يزال لحد اليوم يقوم بتكوين حرفيين آخرين في هذا المجال مباشرة في الورشة. وقد أبدى تأسّفه على بعض المتربصين الذين قال عنهم بأنه يواجه صعوبات كبيرة معهم كونهم غير متمكّنين من التّحكّم في تقنيات هذه الحرفة التي تتطلب حسبه الكثير من الصّبر والإتقان والثقافة المعرفية الواسعة عند تشكيل التصاميم والأشكال ،حيث أن هؤلاء الشباب سرعان ما يتركون التكوين الذي يعتبرونه ليس بالأمر السّهل. وأضاف محمد الذي له العديد من الانجازات والأعمال في ولاية المدية وخارجها ، أنه يسعى إلى إحياء حرفة النحت على الجبس من جديد و الحفاظ عليها و توسيعها عبر كامل القطر الوطني كونها حسبه يعود أصلها الحقيقي إلى الجزائر في القرون الماضية وكانت منتشرة بقوّة بالجنوب الجزائري، قبل أن تندثر ويحتضنها سكّان المغرب الشّقيق. وعن الأعمال التي تميّز بها الفنان محمد بوخاتم، قام بالنقش والتزيين في عدة أماكن بالمدية أهمّها مسجد الفرقان، المصلى الحنفي، ثم بوابة نزل المصلى، ومن بين أهم أعماله الأخرى، تزيين مقر ولاية المدية التي تعتبر تحفة فنيّة رائعة،كما امتد فنّه إلى خارج الولاية التي يقيم بها على غرار ولاية وهران، مستغانم، الأغواط، غرداية ، تندوف وغيرها. وعن المواد التي يستعملها محمّد في النّحت على الجبس، قال بأنه يعتمد على مواد بسيطة مثل الجبس، الزجاج العراقي أو العادي، مضيفا بأنّ التصاميم و الأشكال المستخدمة بالجبس تختلف باختلاف المكان من البيوت والمساجد والمحاكم والفيلات الفخمة وغيرها، كما أن هناك أنواع عديدة من الجبس كل نوع له استعمالاته مثل الجبس الخاص بالبناء والتبييض وغيره ،مضيفا بأن هذه الحرفة التي تتطلب الكثير من قوة الملاحظة و الإلمام بفنيات الزخرفة والحفر تحمل بين طيّاتها جماليات و أسرار كبيرة وعلى الجيل الحالي أن يهتم بها سّيما و أنها تدخل ضمن التراث الوطني وتوفّر فرص العمل للشباب على مدار العام .