يتناول كتاب ”اللون في القرآن والشعر”، الصادر مؤخراً عن جمعية ”البيت للثقافة والفنون”، دراسة حول حضور اللون في القرآن والنصوص الشعرية في الشعر العربي، من خلال سلسلة من المحاور التي سلط عليها الباحث أحمد عبد الكريم، الضوء من خلال صفحات الكتاب كمحور ”معاني الألوان في القرآن الكريم” ذلك أنها وردت على سبيل الوصف والكشف أحيانا، وعلى سبيل الإعجاز الإلهي أحيانا أخرى. كما خصص الكتاب محور للحديث عن الألوان عند العميان من شعرائنا، على غرار أبي العلاء المعري الذي كف بصره وهو في الخامسة من عمره، وكشف عن دلالات اللون الأحمر في قصيدته النونية المشهورة، منطلقا من ذكرى هذا اللون في نفسه على أساس أن لباسه المعصفر الأحمر كان آخر عهده بعالم الألوان، وكان آخر ما انطفأت عليه عينه. أما الدراسة الأخرى فهي التي تبحث عن الشواهد اللونية، التي أوردها عبد القاهر الجرجاني، في كتابه ”أسرار البلاغة” وهو يتحدث عن الاستعارة والتشبيه والتمثيل، وأثر كل ذلك في التصوير الشعري، مركزا بشكل ملفت على شعر ابن المعتز المتأسس كثيرا على الصور اللونية المأخوذة من الطبيعة. وتركز دراسة أخرى على مقامات الواسطي كمعادلات تشكيلية لمقامات الحريري النصية، والتي شكلت تجربة تأسيسية في التشكيل العربي، أولقاء مبكرا بين ما هو أدبي لغوي وما هو تشكيلي. وكانت آخر فصول الكتاب مقالا عن تجارب بعض الفنانين التشكيليين العرب في مقاربة الشعر بالإعتماد على عناصر التشكيل، وصلته بموضوع الشعر والألوان، وكيف يتحول النص الشعري إلى منجز تشكيلي بصري يعتمد على اللون من ضمن يعتمد عليه من عناصر. وفي ختام الكتاب ألحق المؤلف به مقتطفا من كتاب ”مفرح النفوس” لمؤلفه بدر الدين المظفر ابن قاضي بعلبك، وهو الجزء الخاص بالألوان وتأثيرها، وملحقا آخر هو حكاية من قصص ”ألف ليلة وليلة”، وهي حكاية: الجواري المختلفة الألوان، وما وقع بينهن من المحاورة. يذكر أن أحمد عبد الكريم، يعد من مواليد 1961 بالهامل المشهورة بكونها مركز إشعاع ديني وصوفي، يعمل أستاذا للتربية التشكيلية، صدر له ”كتاب الأعسر”، وهو ديوان شعري صدر عن منشورات الجاحظية، السيرة الذاتية ”تغريبة النخلة الهاشمية”، وديوان”معراج السنونو”، رواية”عتبات المتاهة”، الصادرة عن منشورات رابطة كتاب الاختلاف، وغيرها من الإصدارات الأدبية.