لم يهضم عدد من الرياضيين لاسيما الهواة من محبي الرياضات الجماعية بالوادي، أن تبقى الفضاءات الوحيدة لممارسة هواياتهم الرياضية المفضلة، مسالك التيف والمقابر و المساحات المهملة وسط التجمعات السكانية التي تحولت هي الأخرى عبثا بإيعاز من مصالح البلدية، إلى مفارغ للنفايات المنزلية . وأشار عدد منهم في تصريحات "للنصر " أن هذا الوضع الكارثي، أصبح أمام إهمال ولامبالاة القائمين على القطاع الرياضي حالة مرضية مستعصية يعانيها القطاع الرياضي بالمنطقة ، أفرزها عاملي انعدام الهياكل الرياضية من جهة وبيروقراطية استغلالها من جهة أخرى ، وهو ما أدى إلى وأد طموحات الشباب الرياضي بالمنطقة الرامية إلى التألق ودخول عالم الاحتراف. وأكدوا أن هذه الوضعية لا تستدعي أدلة إثبات لأنه يكفي أن تتجول بعدد من أحياء بلدية عاصمة الولاية لوحدها ،لتكتشف أن الشباب الهاوي للرياضة بالمنطقة لا يجد سوى تلك الخيارات المسلطة قهرا ،يضاف إليها الطرقات المعبدة بالزفت التي طالما أعاقت سير أصحاب المركبات خاصة بالليل، ذروة الاستعمال في مشهد مأساوي لا يعطي الصورة اللائقة لعاصمة الولاية، يحدث هذا رغم المبالغ المالية الباهظة المخصصة لإنشاء مرافق عمومية رياضية وسياحية عجز قطاع الشباب والرياضة عن تسييرها . وذهبوا إلى حد إنتقاد الاختيار العشوائي لأرضيات انجاز المرافق الرياضية ،لاسيما منها الملاعب الجوارية "الماتيكو" التي عادة مايتم إنجازها بمواقع جغرافية معزولة تبعد عن التجمعات السكانية بكيلومترات، لدرجة تعرض بعضها إلى عامل التخريب من طرف المنحرفين الذين حولوها أمام غياب الرقابة إلى ملاجئ وأوكار لجلسات الخمر الليلية. و أعابوا سياسة توزيع هذه المرافق التي لا يتم إخضاعها – حسبهم - إلى عاملي الكثافة السكانية ومدى الاهتمام بالأنشطة الرياضية فتجد بالحي الواحد ثلاثة مرافق لا تجلب انتباه سكان الحي لان الرياضة في ثقافتهم مضيعة للوقت في حين تفتقر أحياء أخرى لمرفق واحد أين تعطى الرياضة أولوية وأهمية بالغة فيما أرجعتها الإدارة إلى غياب الأوعية العقارية . و استغربوا رفض مدراء إدارات عمومية ومؤسسات تربوية تعليمية استغلال مرافق رياضية بمؤسساتهم والمتمثلة في الملاعب الجوارية "ماتيكو" لممارسة هواياتهم لاسباب وصفوها بالبيروقراطية لارساء سلطة افتراضية لامعنى لها . وحملوا مسؤولية هذا الوضع المتعفن إلى مديرية الشباب والرياضة التي بقيت –حسبهم – تنجز هياكل غير لائقة وأخرى لا تلبي متطلباتهم، مطالبين بضرورة إشراكهم في برمجة هذا النوع من المشاريع الرياضية بإعتباره موجه أساسا إلى تلبية حاجياتهم، وهي سياسة الإقصاء الممارسة ضدهم التي أثرت سلبا – حسبهم - على نوعية الهياكل المنجزة والمبرمجة من طرف ذات المصالح . وأكدوا أنه حتى وزير الرياضة في زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية الوادي مؤخرا ،اطلع على مشاريع لم تنجز يرجع تاريخ تسجيل بعضها إلى سنة 2006 وهي قرائن إثبات حسبهم كافية ودليل عن تماطل القائمين عن القطاع في متابعه المشاريع الرياضية المسندة لهم، لدرجة أن بعض المشاريع أعيد تقييمها ماليا أكثر من ثلاث مرات . ومن جهتهم إطارات بمديرية الشباب والرياضة أكدوا أن هناك العديد من المرافق الرياضية بمختلف بلديات الولاية وهي مشاريع حسبهم في مستوى تطلعات شباب المنطقة، مشيرين أن ممارسة رياضة كرة القدم بالشوارع والطرقات والمقابر هي ممارسات منعزلة لعدد من الشباب ،لأنه قد تجد بمحاذاة الشارع الذي تمارس فيه رياضة كرة القدم "ملعب ماتيكو" يعزف الشباب عن إستغلاله .