أثار تسجيل حالتي سرطان إضافيتين بحي سوطراكو بقسنطينة حالة من الهلع في أوساط السكان الذين يطالبون بإبعادهم عن خطر الأميانت بعد انتهاء العمر الافتراضي للسكنات منذ ما يزيد عن 15 سنة. علاقة حالات السرطان المسجلة بالحي منذ إنشائه بمادة الأميانت التي تدخل في بناء الشاليهات تبقى محل جدل إلى يومنا هذا بين السكان والسلطات التي لا تعترف بوجود خطر من هذا النوع وتشكك في رواية جمعيات الحي ومواطنين، فيما تبقى القناعة راسخة في أوساط السكان بأن الإصابات ناجمة عن الإقامة داخل شاليهات تنفث غبار الأميانت، وقد دق ممثلو السكان أكثر من مرة ناقوس الخطر حول الوضع الصحي لكن ديوان الترقية ينفي تسبب وضعية البناءات في مرض السرطان و غيره من الأمراض التنفسية والجلدية المتفشية بكثرة داخل الحي. وقد كان لتسجيل إصابة امرأة وطفل بالسرطان خلال الأسبوعين الأخيرين، حسب ما أفاد به السكان،ح وقع الصدمة ليتجدد مطلب الترحيل بعد أن فقد السكان الأمل نتيجة التأجيلات المتواصلة للعملية منذ 2006، حيث أكد لنا مواطنون أن حياتهم في خطر وتساءلوا عن صمت المسؤولين إزاء "وضع صحي مقلق"، و قد قدرت جمعية الحي عدد حالات السرطان ب42 حالة إضافة إلى مائات الحالات من الأمراض الأخرى، وحذرت في أكثر من مراسلة من كارثة صحية في استمرار تواجد 500 عائلة لوقت أطول بشاليهات تعدت عمرها الافتراضي منذ 15سنة.وبغض النظر عن صحة فرضية الأميانت من عدمها لم تعد الشاليهات قابلة لإيواء العائلات بعد أن بلغت درجة قصوى من التدهور وتحولت إلى أكواخ قصديرية نتيجة عمليات ترقيع لمواجهة الانهيار تستخدم فيها صفائح معدنية وبلاستيك وكرتون وغيرها من المواد لتزيد التسربات المائية والتشققات الأرضية من معاناة السكن بحي تحول إلى نقطة سوداء تستدعي التدخل السريع.