تصاعد الغليان العمالي رغم تعهد الإدارة بتوظيف 480 من المحتجين قبل جوان تراجع القدرة الإنتاجية لمركب الحجار بنسبة 35 بالمئة طيلة الإضراب لوغويك فإن إدارة المركب و بالنظر إلى الصعوبة التي وجدتها في إيجاد توازنها الإقتصادي، فإنها شرعت منذ أشهر عديدة في البحث عن السبل الكفيلة بالحسم في مصير عمال شركات المناولة لإدماجهم في الطبقة العمالية للمركب، و ذلك بوضع ميثاق للتسيير مع المؤسسات التي تشغلهم و الغرض ضمان تغطية اجتماعية مع إعادة النظر في بند التكاليف مع كل شركات المناولة، إلى جانب القيام بإحصاء شامل و دقيق لجميع عمال المناولة، وأكد المدير بأن هذه الفئة العمالية ضرورية لصالح المركب، و تواجدها في الورشات و الوحدات الإنتاجية شرط أساسي. من الجهة المقابلة إعتبر الأمين العامة لنقابة أرسلور ميطال إسماعيل قوادرية عمال شركات المناولة فرعا أساسيا من التمثيل النقابي، و النقابة ملزمة بتبني الحركة الإحتجاجية التي يقوم بها عمال شركات المناولة، كما أكد ذات المتحدث بان مطالب العمال المعتصمين أمام مقر إدارة المركب شرعية، و إدماجهم في الطبقة العمالية لأرسلور ميطال أمر حتمي، و كان محور إتفاق أبرمته الإدارة مع النقابة في منتصف السنة الماضية، لأن هذا الإتفاق حسب ذات المتحدث يلزم بتوظيف 500 عامل من موظفي شركات المناولة مباشرة في المركب بداية من سنة 2011، على إعتبار أن مديرية الموارد البشرية بأرسلور ميطال سجلت خلال السنتين الفارطتين إحالة نحو 1100 عامل على التقاعد، من دون إستقدام أي موظف جديد على مستوى الوحدات و الورشات الإنتاجية. الإدارة تستجيب لمطالب النقابة و ترصد 500 مليون أورو للإستثمار و إحتواء الأزمة بالموازاة مع ذلك، و في ظل تواصل الغليان العمالي بمركب الحجار، سارعت المديرية العامة مساء أول أمس إلى عقد إجتماع طارئ لمجلس الإدارة تم خلاله إتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة بإحتواء غضب الشريك الإجتماعي، سيما و أن القرارات المتخذة تأخذ في معظمها المطالب التي كانت قد تقدمت بها النقابة بعين الإعتبار، حيث تقرر رصد غلاف مالي بقيمة 500 مليون أورو للشروع في تجسيد المخطط الإستثماري الذي كان قد سطره مجمع أرسلور ميطال على مستوى مركب الحجار، و ذلك بتخصيص 90 مليون أورو لترميم و إعادة تأهيل المفحمة، بعدما كانت هذه الوحدة محل صراع بين النقابة و الإدارة بعد إتخاذ قرار غلق المفحمة في شهر أكتوبر من سنة 2009، في الوقت الذي تقرر فيه رصد غلاف مالي بمبلغ 102 مليون أورو لإصلاح و إعادة تأهيل الفرن العالي رقم 2 و الورشات الإنتاجية المحاذية له، و خاصة منها المفولذتين الأوكسيجينيتين ، إضافة إلى وضع وحدة لمتابعة العملية الإنتاجية بتكلفة إجمالية تقارب 300 مليون أورو. و في نفس الإطار أفضى مجلس الإدارة في إجتماعه المنعقد أول أمس إلى التوقيع على إتفاق يقضي برفع رأسمال مؤسسة أرسلور ميطال عنابة إلى 150 مليون أورو، و ذلك برفع حصة الشريك الأجنبي، ممثلا في الطرف الهندي إلى 105 مليون أورو، بينما يمثل مبلغ 45 مليون أورو حصة مجمع " سيدار " من رأسمال الشركة،كما تعهد مسؤولو المركب بإعادة تأهيل خط السكة الحديدية الذي يتم عبره نقل الحديد الخام في عربات لقطار البضائع من منجمي الونزة و بوخضرة بولاية تبسة الى مركب الحجار، و هو التعهد الذي إعتبره مجلس الإدارة بمثابة نوايا جادة للطرف الهندي بالبقاء في الجزائر و مواصلة الإستثمار في مركب أرسلور ميطال، خاصة مع إقتراب إنقضاء العقد الأول من صفقة " الشراكة" و التمهيد للجلوس على طاولة المفاوضات لتمديد العقد الذي يربط الطرفين الجزائري و الهندي بشان تسيير مركب الحجار منذ سنة 2001.