بعث المفاوضات بعد 3 أشهر من الركود و الإدارة تتعهد بالزيادة في أجور العمال أفضت جلسة المحادثات التي جرت مساء أول أمس الإثنين بمقر المديرية العامة لمركب ارسلور ميطال بالحجار إلى أرضية تفاهم بين الإدارة و ممثلي النقابة لبعث مسار المفاوضات من جديد بين الطرفين بشان العديد من المطالب العمالية التي كان الفرع النقابي قد وضعها على طاولة النقاش في شهر جويلية المنصرم. جلسة أمس الأول التي إمتدت إلى غاية الساعة التاسعة ليلا خصصت لتشريح الوضعية التي آل إليها مركب الحجار، سيما بعد الأحداث المؤسفة التي عاش على وقعها منذ منتصف شهر أوت الماضي جراء إندلاع موجة من الصراعات الداخلية بين أعضاء الفرع النقابي و نظرائهم من لجنة المشاركة، مما أدى إلى حدوث إنزلاقات خطيرة، بوقوع شجارات في الكثير من المرات إستعملت فيها الأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها، و هي أمور دفعت بالمديرية إلى عرض إنعكاسات الأزمة النقابية على السير العام لشؤون المركب، رغم أن حصيلة شهر سبتمبر كانت إيجابية من حيث الإنتاج و كذا التعاملات التجارية، و معذ ذلك فقد سارعت النقابة و على لسان أمينها العام إسماعيل قوادرية إلى التعهد ببذل العمال لقصارى الجهود من أجل الرفع من مستوى الإنتاج في شهر نوفمبر القادم.أما بخصوص المطالب فقد وضعت النقابة ثلاثة ملفات على طاولة الإدارة، لكن المدير العام فانسون لوغويك إكتفى بمناقشة المطالب المطروحة، و تعهد بدراستها في جلسات خاصة تكون بدايتها الأسبوع القادم، لأن المدير العام لمركب الحجار سيتنقل هذا الخميس إلى مقر مديرية الموارد البشرية لمجمع " أرسلور ميطال" و الكائن بدولة لوكسمبورغ، و ذلك من أجل تقديم حصيلة نشاطات الشركة بالجزائر، و بالمرة تقييم الميزانية السنوية، و لو أن المعطيات الأولية تشير إلى أن النقابة و المديرية توصلتا عقب جلسة أول أمس إلى إتفاق مبدئي بالحسم نهائيا في مشكل العلاوات و المنح، سيما منها منحة الخطر، و كذا الساعات الإضافية للتقنيين و الإطارات، و منح أخرى كانت النقابة قد أدرجتها ضمن لائحة المطالب، تتعلق اساسا بعمال الورشات و الوحدات الإنتاجية و في سياق متصل و إذا كانت المديرية العامة قد أرجأت الحديث عن تعديل الإتفاقية الجماعية فإنها بالموازاة مع ذلك لمحت إلى إمكانية مناقشة مطلب الزيادة في الأجور، حيث وعد لوغويك ممثلي النقابة بالجلوس على طاولة المفاوضات يوم الثلاثاء القادم لمناقشة هذا المطلب من دون التلميح إلى نسبة الزيادة التي يعتزم إعتمادها، ولو أن هذه المعطيات تعد بمثابة مؤشرات ميدانية أولية على عودة الهدوء إلى مركب الحجار بعدما عاش على وقع المشاكل و الصراعات الداخلية طيلة الأشهر الثلاثة الأخيرة.