مطرب المالوف سقني يرتمي في أحضان الأغنية العاطفية الغربية كشف المطرب محمد عبدالرشيد سقني بأنه بدأ تسجيل ألبوم غنائي مليء بالمفاجآت، مشيرا إلى أنه ابتعد من خلاله عن الطابع الغنائي المالوفي الأندلسي الذي اشتهر بأدائه طيلة 39 عاما من عمره الفني، فقد قرر أن يبرز قدراته ويفجر موهبته في ألوان غنائية أخرى، ليحلق بنبضاته وأحاسيسه في فضاءات ابداعية جديدة، ويواكب تطلعات وأذواق جمهور أوسع بمختلف شرائحه. عندليب قسنطينة كما يلقبه معظم عشاق صوته القوي والشجي المميز، أوضح للنصر بأن رغبته في التغيير والتجديد والخروج من القالب "الذي صنع نجاحه وتألقه داخل وخارج الوطن، لا يعني بأنه تخلى تماما عنه، فهو الأصل، والبداية والغاية والاستمرارية في مساره الذي بدأه وهو في ربيعه ال 11 متأثرا بانتمائه لأسرة فنية متفانية في عشق التراث... فجده كان يؤدي الطابع العيساوي وجدته كانت عضوة في فرقة "للفقيرات"، أما والده فكان عازفا ماهرا في الأربعينات من القرن الماضي على البيانو والعود، مما جعله يرث حب الغناء ويتعلم مبكرا العزف على العود وآلة "الألطو" ويطوع حباله الصوتية لموهبة متدفقة منذ الصغر. وكون لاحقا فرقته الموسيقية الخاصة. شدد محدثنا بأنه حريص على المحافظة على تراث الأجداد وتوريثه للأجيال القادمة. وقد نذر حياته للبحث عن كنوزه واستخراج لآلئ الطابع الأندلسي عموما والمالوف والعيساوي على وجه الخصوص. مكونا مكتبته الفنية التي تضم كتبا وأسطوانات وأشرطة قيمة من توقيع رموزا الأصالة والابداع، دون أن يبخل على المواهب الواعدة بالتوجيه والتعليم. وأكد بأنه لايزال ضد فكرة المتاجرة بألبوماته واللجوء لشركات النشر والتوزيع لطرحها في السوق لأغراض مادية بحتة لا علاقة لها بالفن. فالمهمة الأساسية لهذه الشركات - حسبه - "حرق" الفنان مقابل منحه 6 أو 10 ملايين سنتيم، بينما يجني مسيروها مبالغ خيالية. وأوضح بأنه سجل لحد الآن 14 ألبوما غنائيا وهو بصدد انجاز الألبوم ال 15، وجميع ألبوماته لا يبيعها.. بل يوزعها مجانا على أحبابه وأصدقائه وعشاق فنه داخل وخارج الجزائر، لأن الفن ليس له ثمن. فعمله حاليا في مجال التجارة بعد أن كان موظفا بمطبعة الشرق، لم يؤثر على تمسكه بهذا المبدأ واقتناعه بأن الفن الحقيقي لا يحول الى مجرد مصدر رزق ووسيلة ربح.. وبالمقابل لايفوت "العندليب" القسنطيني أية فرصة ليغرد في الحفلات "العمومية" والمهرجانات وكذا الحفلات الخاصة والعائلية ليزرع الفرح والانشراح والطرب أينما حلّ... فتألق محليا وجهويا ووطنيا بمشاركاته العديدة في مختلف التظاهرات الفنية والثقافية.. كما اشتهر على الصعيد الدولي والمغاربي.. فحفلاته في تونس تستقطب جمهورا غفيرا، مما جعل منظمو المهرجانات يضعون اسمه في رأس قائمة المدعوين والمكرمين.. ويبدو وأن هذه الالتفاتة حمّسته على معانقة الفولكلور التونسي، والابداع في أدائه مع فرقته المتكونة من 11 عضوا ... وترك بصمة خاصة على مديح "زاد النبي" الذي قال أنه مزيج بين التراثين الجزائريوالتونسي.. وكذا أغنية "شهلة لعيان" .. وحظي بتكريم خاص من وزارة الثقافة التونسية لدى مشاركته في إحياء الذكرى الخمسين لرحيل المطربة التونسية صليحة ولمشاركاته في حفلات المركز الثقافي بباريس وجولاته الفنية عبر المدن الفرنسية وقع خاص جدا لدى الجالية المغاربية والعربية عموما التي يضرب لها موعدا متجددا في الشهر المقبل... كما أنه بصدد الاتفاق مع المنظمين لاحياء حفل آخر ببوسطن.. علما بأن جولاته الفنية امتدت الى سويسرا والولايات المتحدة والبقية تأتي.. فهو يطمح لايصال صوته الى أكبر عدد من الجماهير عبر انحاء العالم.. وقد أدى خلال مساره العديد من الأغاني الثنائية خاصة في تونس مع كل من سيرين بن موسى وزياد غرسة... لكنه يفتخر أكثر بأدائه لأغاني ثنائية جمعته برائد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني وأوضح بهذا الخصوص : "أنا المطرب الوحيد الذي فاز ب "ديو" مع الحاج... هذا أهم حدث في مساري الطويل.. لقد سجلنا الأغنيات الأربع التي أديناها معا في قرص مضغوط خالد، لم ولن نبيعه، بل نوزعه على أحبائنا". وقد تم ذلك في سنة 2005 خلال حفل جميل احتضنته مدينة جنيف السويسرية... وبعد ارتباط اسم محمد عبد الرشيد سقني بالمالوف القسنطيني ومعانقته للمالوف التونسي والمديح والعيساوة في باقة من الأغاني التي رصعت مساره، هاهو يطوّع صوته لارضاء جمهور أوسع - كما قال - راكبا موجة التغيير والتجديد ولو من خلال ألبوم واحد يثبت قدرته على خوض تجارب أخرى... اكتفى هو بالاشارة الى أن ألبومه ال 15 الذي شرع في تسجيله مؤخرا باستوديو "نوميرا" بقسنطينة يضم باقة متنوعة من الأغاني العاطفية، مؤكدا بأن رأس مال المطرب هو صوته ومن حقه أن لا يسجنه في قالب واحد ويضع له حدود... وعلمنا من مصدر فني مقرب منه بأن تجربته الجديدة ثرية بأجمل الأنغام الغربية التي طالما التحمت بأغنيات رومانسية، عاطفية لكبار النجوم على غرار خوليو وميراي ماتيو... وغيرهما... وسيعيد بعث هذه الألحان الخالدة على متن كلمات بالعربية... المؤكد أن هذا الألبوم سيزخر بالمفاجآت.