هدد أصحاب مؤسسات مناولة في مشروع 6 آلاف سكن «عدل» ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، بالتوقف عن العمل و شل المشروع بسبب عدم تقاضي مستحقاتهم المالية العالقة لدى الشركة الصينية المنجزة، في وقت اشتكى العمال الجزائريون بالورشة من تدني أجورهم مقارنة بالصينيين و طالبوا بالاستفادة من أيام العطل. «النصر» لاحظت أمس بموقع المشروع في منطقة «الرتبة»، تقدما في الأشغال الكبرى بعمارات تتألف من 4 طوابق، تم توزيعها في شكل تجمعات سكنية صغيرة، كما وجدنا بأن عددا من البنايات لا تزال في مرحلة وضع الأساسات، و بأن بعضها لم يشيد بعد لعدم إتمام تهيئة الأرضيات، في حين لم تتوقف حركة الشاحنات التي كانت تتكفل بتحويل أكوام الأتربة نحو منطقة كاف صالح على بُعد 4 كيلومترات من الورشة، و علمنا من العمال بأن الأشغال تبدأ يوميا من الساعة السادسة صباحا و إلى غاية السادسة مساء، و هو ما سيساهم في تسليم المشروع في الآجال المحددة بسنتين، و ذلك بعد حوالي ستة أشهر من انطلاقه. و قد صادفنا لدى زيارة الورشة أصحاب مؤسسات مناولة في قطاع الأشغال العمومية، ذكروا أن المجمع الصيني المنجز «أسيج» لم يسدد لهم كامل مستحقاتهم المالية عن أشغال تسوية الأرضيات و رفع الأتربة، التي قاموا بها الأشهر الماضية و لا تزال مستمرة، مهددين باللجوء إلى العدالة و توقيف الورشة في الأيام القليلة المقبلة، إذا لم يتم تسوية وضعياتهم و تلقي أموال لا تقل عن 5 ملايير سنتيم بالنسبة لكل مؤسسة، مضفين بأنه قد سبق لهم إبلاغ وكالة «عدل» بما يحصل، غير أنها كانت توجههم نحو المجمع الصيني، الذي «يتحجج» بأنه لا يمتلك الأموال و يصر بالمقابل على أنه قد سلم لهم جميع المستحقات، ليقدموا مثالا عن مؤسسة هيأت أرضية مساحتها 250 ألف متر مربع، غير أن الصينيين لم يحتسبوا سوى 80 ألف مربع. و أكد محدثونا بأن هذا الوضع تسبب في توقف حوالي 6 شركات مناولة عن العمل، و لجوء أغلبها إلى القضاء من أجل تحصيل أموالها، في حين لا تزال أكثر من 6 شركات أخرى تعمل لكنها قد تتوقف في أية لحظة، لتتسبب في شل المشروع على مستوى الوحدات السكنية التي لم تنطلق بها أشغال وضع الأساسات، كما تطرق أصحاب المؤسسات إلى الصعوبات التي يواجهونها أثناء العمل، بسبب فساد المسالك المؤدية إلى الورشة، و العقبات التي تصادفهم في المحاور المارة أسفل جسر تابع للطريق السيار و الأحياء السكنية، و ذلك لما تسببه الشاحنات من اهتراء للطرقات و انتشار للأتربة، و هو وضع يقولون أنه راجع إلى غلق مدخل الورشة بالجهة السفلية المتاخمة لحي وادي الحجر. من جهة أخرى ذكر لنا عمال محليون وجدناهم في الورشة، بأنهم يعملون لقرابة 10 ساعات يوميا، لكنهم يتقاضون مبلغ 24 ألف دينار شهريا فقط، أي بما يعادل 100 دينار للساعة، في حين يحصل العامل الصيني، حسبهم، على 800 دينار عن ساعة العمل، و هو ما يرونه أمرا غير مقبول، خصوصا و أنهم يمتلكون المؤهلات ذاتها، هؤلاء الشباب الذي وجدناهم يعملون بملابس رثة و ليس بالبدلات الخاصة التي يرتديها الصينيون، قالوا بأن حوالي 20 عاملا جزائريا يشتغلون أيام الجمعة التي يفترض أن تكون عطلة مدفوعة الأجر. و لقد حاولنا الحصول على توضيحات من المسؤولين داخل الورشة و من مدير وكالة «عدل» بقسنطينة، لكن تعذر علينا ذلك.