أوبيريت "غرود عالية" تصنع الحدث في حفل الإفتتاح صنعت أوبيرات «غرود عالية» الحدث الأبرز في حفل افتتاح الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية السوفية التي افتتحت فعالياته في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس بمسرح الهواء الطلق بدار الثقافة محمد الأمين العمودي، بوسط مدينة الوادي . استمتع الجمهور بعرض أوبيرالي على الطريقة السينمائية «فلاش باك» في 16 لوحة حرك أحداثه طيلة 70 دقيقة كاملة 35 ممثلا مسرحيا، جلهم من الهواة ، اعتمدوا في أدائهم على التعبير الجسماني «الكورغرافي» الذي ضبط فوق خشبة مسرح أرادها المخرج فتحي صحراوي أن تكون بديكور فارغ خالي من الاكسسورات، وهي البساطة التي صنعت الفرجة للجمهور الحاضر الذي صفق طويلا للمشاهد المقدمة التي حركت بداخله إنتماء متجدد إلى الأرض والوطن . وتدور أحداث هذه «الأوبيريت» في أربعة فصول من قصة امرأة حامل تدعى «مباركة» كانت عزيرة قومها إلا أنها توفيت إثر معاناة مريرة مع آلام مرحلة النفاس بعد وضع مولودها ،وهي مأساة يقول قومها أنه اختارها والدها المسمى «حمة الصغير» وكان سيد القوم لأنه فضل الترحال لينعم قومه بالكلأ بعد أن نال منهم الجفاف والقحط ،ورغم إلحاح قومه على البقاء إلى غاية ميلاد حفيده الذي لم يبق له سوى أيام معدودة ليرى النور ، إلا أنه فضل الرحيل لأن مصلحة القوم تستدعي ذلك . فوضعت ابنته مولودها في منتصف الطريق، ولم تمر ساعات عن ميلاد ابنها حتى ماتت أمه بعد معاناة مريرة مع آلام النفاس، فدفنها ووضع فوق قبرها شاهدا وواصل طريقه مع قومه في مسيرة للبحث عن الحياة في الصحراء إلى أن حلوا أين يوجد الكلأ الذي يوفر شروط حياة الكريمة البدو الرحل. وبينما كان شقيقها «علي» المتأخر عن الركب يلاحق بالقافلة إستوقفه في طريقه شاهد وضع فوق قبر حديث المعالم فستشف أنه لشقيقته الحامل مباركة، فأنهكه البكاء والعويل حتى نام ليلته بمحاذاة القبر وإذا بأخته في منامه تعاتب قومها و سيدهم أنها دفنت في الفيافي بين «غردين» وتعني كثبان الرمل المرتفعة وتقول قصيدتها المشهورة في التراث السوفي التي غناها العديد من الفنانين وعلى رأسهم عميد الأغنية السوفية عبد الله مناعي:» غرود عالية والموت فيها جاتني ، لاشفت ناسي ولا عرب زارتني». وتحاكي أحداث «الأوبيريت» وهي نص للشاعر علي سوفية ، فكرة تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في خدمة الوطن ،وإن تعلق الأمر بحياة فلذات أكبادنا لأن الوطن والأرض والانتماء تستحق التضحية والعطاء والبذل ولو بروحه وذلك في سبيل استمراريته وازدهاره وتطوره . و أوضح المخرج المسرحي فتحي صحراوي للنصر «بأن هذا العمل الأوبيرالي في الأصل، هو رسالة توعوية تحسيسية نريد بثها في أوساط المجتمع وهي إلزامية النظر إلى المصلحة العليا للوطن باعتبارها القناعة الوحيدة التي تذهب به إلى بر الأمان». مشيرا إلى أن هذا العرض الأوبيرالي كان في وقته فهو كذلك دعوة إلى التصرف بأمانة وحنكة في الأموال العامة. وسينشط البرنامج التنافسي لهذا المهرجان الموسيقي الغنائي على مدار خمسة أيام كاملة من عمر هذه التظاهرة الثقافية، 17 مشاركا موزعين على ثلاثة مسابقات ذات طابع فني وهي مسابقة أحسن أداء يشارك فيها ستة فنانين هواة، بالإضافة إلى مسابقة أحسن لحن يشارك فيها ستة ملحنين، إلى جانب منافسة لأحسن كلمات يشارك فيها خمسة شعراء. وقد انطلقت منافسات أحسن أداء وهو «أحسن صوت غنائي» يشارك منها ستة فنانين هواة ،ينحدرون من منطقة سوف يتنافسون طيلة هذه التظاهرة ،للفوز بالعراجين الثلاثة الأولى للمهرجان وهم العرجون الذهبي للفائز بالمرتبة الأولى، والعرجون الفضي للمرتبة الثانية، و العرجون البرونزي للمرتبة الثالثة . و ستشرف على لجنة التحكيم في الطبعة الثامنة لهذا المهرجان الذي سيقام بمسرح الهواء الطلق بدار الثقافة محمد الأمين العمودي، قامات فنية كبيرة كالملحن كمال معطي ، الشاعر سليمان جوادي، الفنان فؤاد ومان و مداني عمر.