تشهد بعض شوارع وسط مدينة قسنطينة حركية كبيرة ليلا منذ بداية شهر رمضان، حيث يتجول المواطنون إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، فيما تعرف أغلب الأحياء انتشارا أمنيا، و تبقى الحركة التجارية قليلة جدا، و يقتصر النقل على بعض الحافلات العمومية و الترامواي و عدد قليل من سيارات الأجرة. و الملاحظ خلال أول يومين من شهر رمضان توافد المواطنين على بعض شوارع وسط المدينة، مباشرة بعد الإفطار و إلى غاية ساعات الصباح الأولى، حيث تكتظ حركة المرور و الراجلين بشارع أول نوفمبر و الساحات المجاورة له، و أصبح هذا المكان يستقطب أعدادا كبيرة من الشباب و العائلات نظرا لتوفر أماكن للجلوس، و لمشاهدة الأضواء التزيينية على البنايات كقصر الثقافة محمد العيد أل خليفة، و كذا النافورات و شلالات ساحة أحمد باي. فيما تقل كثافة المواطنين بشوارع أخرى مثل شارعي بلوزداد و بوجريو و شارع عبان رمضان على الرغم من أن بعض المحلات و بالأخص الخاصة ببيع الملابس تفتح أبوابها إلى ساعة متأخرة من الليل، بالإضافة إلى مدخل شارع عواطي مصطفى الذي يضم العديد من المقاهي التي تستقطب الشباب، و تقل أعداد المواطنين كلما اتجهنا شمال المدينة حيث تكاد تنعدم الحركة بشوارع العربي بن مهيدي و ديدوش مراد، بالرغم من أن هذه الأماكن تشتهر بحركيتها التجارية الكبيرة نهارا. فيما تقل وسائل النقل نحو مختلف الأحياء و الضواحي، و التي تقتصر على بعض حافلات مؤسسة النقل الحضري و الشبه الحضري التي تربط بأحياء بوالصوف و المدينتين الجديدتين ماسينيسا و الخروب، و التي تعمل إلى غاية منتصف الليل، بينما تعمل عربات الترامواي إلى غاية الساعة الواحدة صباحا، و الملاحظ أن سيارات الأجرة العاملة ليلا محدودة جدا، حيث أن محطات التوقف شبه خالية من خدمة «الطاكسي»، و ذكر الأمين العام لنقابة سائقي سيارات الأجرة بقسنطينة، بأنه من المفترض أن تقوم مديرية النقل بتطبيق برنامج مناوبة ليلية على السائقين، و هو الأمر الغير معمول به حاليا، حسب تأكيده. و فيما يخص الحركة التجارية الضعيفة ليلا بالرغم من دخول شهر رمضان الذي يعرف عادة انتعاشا للحركة التجارية، قال المنسق الجهوي لاتحاد التجار بقسنطينة، بأن التجار لم يستجيبوا للحملات التحسيسية التي أقيمت خلال الأشهر الماضية و التي تم خلالها تحسيس التجار بضرورة فتح محلاتهم ليلا من أجل إحياء المدينة، و قال بأن عدد التجار الذين استجابوا لا يتجاوز 20 بالمئة، فيما أكد بأن غالبية التجار يطالبون بتوفير الأمن و أماكن الركن و النقل، موضحا بأن شوارع كديدوش مراد و 19 جوان و العربي بن مهيدي لا تحتوي حتى على الإنارة العمومية، فيما يمنع ركن السيارات ببعض الشوارع مثل عبان رمضان و بلوزداد، و هي الإجراءات التي قال بأنها تعيق النشاط التجاري ليلا، مطالبا بتدخل السلطات من أجل المساهمة في إحياء الحركة التجارية ليلا.