اختلاف في الأسلوب والهدف واحد يلتقي المنتخب السويسري عشية اليوم بنظيره من الشيلي في مباراة ينتظر المتتبعون وأهل الاختصاص أن تكون إحدى أجمل وأقوى لقاءات المجموعة الثامنة، كونها - حسب رأيهم- ستجمع بين منتخبين من مدرستين مختلفتين، لكن الهدف واحد والطموح مشترك والمتمثل في إضافة 3 نقاط للرصيد لضمان المرور إلى الدور الثاني بصفة رسمية. فالمنتخب السويسري الذي دشن مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا بتفجيره إحدى أكبر المفاجآت، بنحره "الماتادور" الإسباني- بطل أوروبا وأحد أكبر المرشحين للتتويج-سيدخل اللقاء بزاد معنوي كبير، وسيعتمد الجنرال أوتمار هيتزفيلد على نفس العناصر التي فاجأت الأسبان، خاصة على مستوى خط الدفاع الذي يبقى من أقوى الدفاعات في العالم، بدليل عدم تلقيه أي هدف في مونديال ألمانيا 2006، ناهيك عن تمكنه في مباراة دوربان من شل أقوى خط هجوم في العالم (هجوم إسبانيا) الذي سجل 28 هدفا خلال تصفيات مونديال 2010.من جهة أخرى سيكون الموعد مع المدرسة الجنوب أمريكية الممثل في منتخب الشيلي، والتي تعتمد على المهارات الفردية واللعب الهجومي، رغم قلة خبرة أشبال مارسيلو بييلزا، الذين أهدروا العديد من الفرص في اللقاء الأول أمام الهندوراس، ومع ذلك حققوا المهم بإفتكاكهم النقاط الثلاث.فالمعركة ستكون قوية وممتعة بين دفاع سويسري قوي يعتمد على الصرامة الألمانية بفضل مدربه هيتزفيلد، وقد يكون على موعد مع التاريخ بتحطيم رقم قياسي جديد في الحفاظ على عذرية شباكه، إذ يكفيه الصمود في وجه الحملات الشيلية لمدة 67 دقيقة لتحطيم الرقم القياسي في الحفاظ على عذرية الشباك في منافسة المونديال (484 دقيقة)، وهو ثالث أحسن توقيت لكل الأوقات بعد ذلك المحقق من قبل حامل اللقب المنتخب الإيطالي الذي صمد دفاعه لمدة (550 نقطة) في الفترة الممتدة من 17 جوان إلى 3 جويلية 1990، ثم المنتخب الانجليزي (501 دقيقة) من 16 جوان 1982 إلى 3 جوان 1986.رغم هذه المعطيات فإن منتخب الشيلي- كما جاء على لسان حارس مرماه لويس مارن- سوف لن يدخل المباراة بحسابات مسبقة، مؤكدا بأن مصيرهم بين أيديهم وأنهم سوف لن يغيروا طريقة لعبهم أمام سويسرا، مضيفا بأنه سيعتمدون نفس الأسلوب الذي مكنهم من الفوز على الهندوراس.كل هذه المعطيات تؤكد بأن اللقاء سيكون معركة تكتيكية بحتة بين أسلوبين مختلفين في اللعب، وعليه سيكون "السيسبانس" عنوان هذه المواجهة بالنظر إلى تقاسم منشطيها لنفس الطموح.