فوضى واحتجاجات بسبب التأخر في تحرير البطاقات الرمادية ورخص السياقة بأم البواقي ناشد أمس عشرات المواطنين القادمين لمقر دائرة أم البواقي السلطات الولائية وعلى رأسها والي أم البواقي والمدير الولائي للتنظيم والشؤون العامة، بضرورة التدخل بوضع حد للفوضى الحاصلة بمقر الدائرة، الأمر الذي بات يخلف احتجاجات يومية لأصحاب المركبات وطالبي رخص السياقة وكذا شهادات المراقبة، بفعل تأخر مصالح الدائرة في تحريرها لفترات وصفت بالطويلة، منتقدين كذلك غياب موظفي الدائرة عن الشبابيك المخصصة لاستقبال المواطنين. المواطنون الذين التقت بهم النصر وهم في حالة تذمر واستياء واسعة كشفوا للنصر غياب الموظفين عن الشبابيك المتواجدة بالدائرة، وهو الغياب الذي وقفنا عليه وينجر عليه في كل مرة تشكل طوابير للمواطنين أمام مختلف الشبابيك، خاصة منها شباك البطاقات الرمادية وشهادات المراقبة والشباك المخصص لرخص السياقة. وبين المحتجون بأن الموظفين بأغلب هاته المصالح لا يتقدمون للشبابيك ويظلون على مستوى مكاتب غير مكاتبهم رافضين العمل، وهو ما جعلهم يطالبون الوالي بالقيام بزيارة فجائية للوقوف على الوضع المزري الذي يعانونه. من التقينا بهم بينوا بأن مشروع عصرنة الإدارة الذي تسعى إليه الإدارة المركزية لم يشمل دائرة أم البواقي، بفعل تأخرها طويل المدى في تحرير مختلف الوثائق، على غرار تأخرها في المصادقة على الوصولات المخصصة لسير المركبات، والتي تسبق منح البطاقات الرمادية، إلى جانب تأخرها لفترات متباعدة في تسليم رخص السياقة، وكشف ممثلون عن المحتجين بأن مقر الدائرة يتخبط في هذه الفوضى بسبب غياب رئيس للدائرة وتكليف رئيس دائرة عين فكرون بالتسيير مؤقتا لم يحل الإشكال، بالنظر لتواجده بين أكبر دائرتين بالولاية، وكذا في ظل غياب الأمين العام المحال على التقاعد، وهو ما يؤدي آليا إلى التأخر في المصادقة والتوقيع على الوثائق بالنظر لعدم تكليف إطار أو رئيس مصلحة ومنحه التفويض بالإمضاء. وانتقد عدد من الموظفين الوضع مبينين أن الدائرة تعاني نقصا في الموظفين بجميع المصالح، والسلطات تسعى لتغطية هذا العجز باللجوء للمتعاقدين أين تم إبرام عقود مع نحو 15 متعاقدا جلهم يعملون أزيد من الساعات المنصوص عليها قانونا، وأضاف من التقينا بهم بأن مصلحة البطاقات الرمادية تم تدعيمها مؤخرا بموظفين حولا من الولاية، وهما اللذان لم يقضيا على العجز المسجل بالنظر للضغط الهائل، إلى جانب تواجد الموظفة الوحيدة المكلفة بالشبكة الالكترونية في عطلة، ما أدى إلى تكدس أزيد من 150 ملف لطالبي البطاقات الرمادية لمركبات من خارج الولاية إضافة إلى عدد هائل من الملفات لمركبات داخل الولاية. وعرج الموظفون بدائرة أم البواقي في حديثهم للنصر على ظروف العمل غير الملائمة على الإطلاق، فمقر الدائرة الحالي بات غير لائق لدائرة بحجم أم البواقي، أين تغيب عنه المكيفات الهوائية وعدم تخصيص مكتب جديد للأرشيف، في ظل تشبع المقر الصغير المخصص لذلك، وهو ما أدى بعديد المصالح إلى تحويل جانب من مكتبها لوضع علب الأرشيف، منتقدين كذلك نقص عدد أعوان الأمن، وعدد رجال الشرطة وغيابهم في بعض الأحيان، الأمر الذي يدفع عشرات الناقمين على الوضع للاعتداء على الموظفين سواء بالضرب أو بتوجيه وابلا من عبارات السب والشتم، وهو ما انعكس سلبا على نفسية العمال الذين يضطر الكثير منهم مكرهين إلى تقديم عطل مرضية هروبا من تبعات الفوضى. رئيس دائرة عين فكرون المكلف بتسيير دائرة أم البواقي ذكر للنصر بعد استقباله عديد الموظفين محاولا امتصاص موجة الغضب التي كانوا عليها، بأن عصرنة الإدارة عملية جارية، مشيرا إلى تحويل مصلحة بطاقات التعريف للبلدية، مضيفا بأن مسعاه الحالي يرمي إلى عدم ترك أي وثيقة أو ملف في الانتظار، نافيا معاناة الدائرة من نقص في العمال، مبينا بأن عدد المستخدمين عادي جدا محتملا بأن يكون الأمر مرتبطا بفترة دخول العمال في عطلهم السنوية.