عاش رؤساء الدوائر والبلديات ومسؤولو مصالح الحالة المدنية ومصالح البطاقات الرمادية ورخص السياقة بولاية وهران، على أعصابهم صبيحة أول أمس، بعد أن وصلت لجنة تفتيش وزارية أوفدتها الداخلية للوقوف على مدى تطبيق تعليمات وزير الداخلية، الطيب بلعيز، بإدارات ومرافق وهران العمومية. ومست عملية التفتيش حسب، هني عبد الرزاق، مدير العصرنة والوثائق والأرشيف لدى وزارة الداخلية الذي كان على رأس لجنة التفتيش 11 إدارة عمومية من بينها مصالح الحالة المدنية على مستوى 11 بلدية وملحقة إدارية ومصالح البطاقات الرمادية ورخص السياقة على مستوى 6 دوائر، واستمرت عملية التفتيش الفجائية يوما كاملا وجرت في سرية تامة حتى أن وسائل الإعلام العمومية والخاصة لم تكن على علم مسبق بوجود إطارات الداخلية بوهران إلا بعد الساعة الخامسة مساء، أين نظم لقاء بمقر المجلس الشعبي الولائي ترأسه مسؤول " المديرية العامة للعصرنة والوثائق والأرشيف، " التي استحدثت في ماي الفارط بمرسوم وزاري قدم المتحدث حوصلة وتقييما للعمل المنجز طيلة اليوم، معددا بعض النقائص والملاحظات التي وقف عليها شخصيا طيلة أول أمس، وأمر بتداركها فورا، إلغاء التصريح الشرفي للحصول على S12 وتسريع وتيرة تسليم رخص السياقة والبطاقات الرمادية انتقد هني عبد الرزاق، الذي اجتمع مع رؤساء الدوائر والأميار بحضور الوالي، عبد الغني زعلان، استمرار مظاهر البيروقراطية على مستوى شبابيك شهادة الميلاد الخاصةS12 ، مؤكدا أن اللجنة الوزارية رصدت ببعض البلديات وجود بيروقراطية تتمثل في إجبار المواطنين على تقديم تصريح شرفي بعدم حصولهم على شهادة الميلاد الخاصة قبل أن يتم استخراجها لصالحهم، وهو ما تراه الداخلية حسب ممثلها، إجحافا في حق المواطن، حيث أعطى، هني عبد الرزاق، تعليمات بإلغاء طلب هذا التصريح الشرفي قائلا " لكل الجزائريين الحق في الحصول على شهادة الميلاد الخاصة أينما شاءوا ومتى شاءوا، داعيا في المقابل الموظفين في هذه الشبابيك لطلب نسخة من بطاقة التعريف الوطنية فقط كما لاحظت إطارات الداخلية الرفيعة المستوى التي رافقت المسؤول المذكور وجود تقصير في عملية تدوين رقم التعريف الوطني على شهادة الميلاد الخاصة بعد استخدامها في استخراج جواز السفر البيومتري وإرجاعها للمواطن، حيث أعطت الوزارة تعليمات صارمة لتدوين هذا الرقم المصطلح عليه "NIN "مباشرة بعد استكمال عملية منح جواز السفر لطالبه كون هذا الرقم سيصبح في المستقبل مشروعا بحد ذاته، حيث تعتزم الداخلية وضع رقم تسلسلى تعريفي واحد لكل المواطنين يمكنهم من خلال استظهاره الحصول على أية وثيقة مهما كان نوعها. من جهة أخرى، أمر مدير العصرنة بالوزارة الوصية بعدم منح ما يسمى "الريسيبيسي" الخاص بالبطاقة الرمادية لأصحاب السيارات، مشددا على ضرورة تسليم البطاقة بحد ذاتها وليس "وصل إيداع ملف البطاقة الرمادية "، الذي قال، هني عبد العزيز، بخصوصه أن تسليمه يشير إلى وجود خلل في هذه الدائرة، داعيا للعمل بسرعة لتسليم البطاقة الرمادية في يوم واحد لطالبيها من أصحاب المركبات، كما أصدر المدير المذكور تعليمات صارمة لرؤساء الدوائر وخاصة دائرة وهران بتسريع وتيرة تسليم رخصة السياقة لطالبيها على مستوى دائرة وهران التي تعرف تأخرا رهيبا في تسليم آلاف الرخص لطالبيها من الناجحين الجدد في امتحانات تعليم السياقة، مؤكدا أن مشكل ندرة الورق المقوى الخاص برخص السياقة قد حل على مستوى ولاية وهران ولم يبقى على موظفي الدائرة إلا العمل على تدارك هذا التأخر أين اصدر تعليمات بالعمل ل5 أيام متواصلة، لإنهاء هذه المعضلة التي لا تعرفها سوى مصلحة رخص السياقة ببلدية وهران الكبرى منح صلاحية تصحيح الأخطاء وتغيير البيانات الهامشية في شهادات الميلاد لموظف واحد. وضع السكانير داخل قاعات السجلات الأصلية لشهادات الميلاد لتجنب التزوير كما وقفت اللجنة على تجاوز آخر بالبلديات، أين يتم وضع جهاز السكانير الخاص بنسخ السجلات الأصلية لشهادات الميلاد خارج القاعات وهو ما يترتب عنه حمل السجلات الأصلية من طرف أعوان شبابيك الحالة المدنية خارج القاعات الرسمية لمسحها وهو التجاوز الذي أثار حفيظة الإطارات السامية للداخلية التي وجهت تعليمات صارمة لرؤساء البلديات بوضع هذا الجهاز داخل القاعات للحيلولة دون إخراج السجل الأصلي الرسمي للمواليد خارج مكانه بهدف منع أي محاولة للتزوير وبخصوص الأخطاء في الرقم التي ظهرت بعد إقرار رقمنة السجلات الخاصة بالمواليد وكافة الوثائق فقد أعطت الداخلية تعليمات بمنح صلاحية تصحيح الأخطاء وتغيير البيانات الهامشية لموظف واحد ووحيد فقط بعد إن لاحظت ببعض البلديات أن كل من هب ودب من الموظفين يقوم بهذه العملية الحساسة. ارتفاع الطلب على جوازات السفر والدوائر تحت الضغط وأوضح المتحدث من جهة أخرى بخصوص أشكال عودة المعاناة مع طول الانتظار لأشهر عديدة قبل الحصول على جواز السفر البيومتري، والذي تعرفه كافة الدوائر على المستوى الوطني عقب الإعلان عن رفع الرسم على استخرج جواز السفر البيومتري، إلى 6000 دينار بداية من جانفي 2015 أن التأخر الملحوظ في تسليم جواز السفر البيومتري للمواطنين راجع بالدرجة الأولى لتدفق هائل للطلبات من طرف المواطنين، بعد أن سمعوا بارتفاع الرسم الضريبي، حيث يحاول الجميع مسابقة الزمن والحصول هذه الوثيقة قبل 31 ديسمبر الجاري وهو ما وضع الهيئات المذكورة تحت الضغط، حيث كشف في هذا الصدد أن الدوائر كانت تسلم جواز السفر للمواطنين في أجل أقصاه 5 أيام في شهر أوت المنصرم بينما وصلت المدة التي يستغرقها المواطن ليحصل على جواز سفره البيومتري حاليا إلى شهر ونصف إلا أن الداخلية تعمل على التقليص من المدة إلى شهر على أقصى تقدير. وكشف في هذا الصدد، أنه يتم تسليم 22 ألف جواز سفر بيومتري للمواطنين يوميا عبر القطر الوطني حاليا بعد أن كانت الوتيرة لا تتعدى 10000 في أوت المنصرم، وأضاف المتحدث أن حملة التفتيش التي تقودها إطارات من الوزارة للوقوف على مدى تطبيق تعليمات بلعيز التي صدرت في شهر ماي المنصرم مست إلى حد الساعة 20 ولاية، مؤكدا أن التقارير تشير إلى مستوى مقبول لتطبيق هذه التعليمات من طرف المسؤولين المحليين.