حنون: الجزائر تمرّ بأصعب مراحل تاريخها منذ الاستقلال قالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ،أمس الجمعة، بأن بلادناالجزائر تمر بأصعب المراحل في تاريخها منذ الاستقلال، وأضافت أن هذه المرحلة أصعب من فترة المأساة الوطنية، وانتقدت حنون من جانب آخر، وزير الصناعة الذي «تهجم على رجل أعمال جزائري» في إشارة إلى يسعد ربراب . وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال، في كلمة ألقتها خلال افتتاحها للدورة العادية للجنة المركزية لحزبها بالعاصمة ، بأن هذه الدورة ، تأخذ طابعا غير عادٍ، نظرا للوضع السياسي المترتب عن تسارع الأحداث الدولية والإقليمية والوطنية، مشيرة إلى التطورات الجوهرية الحاصلة على مستوى الوضع الدولي، على غرار ما يجري في سوريا واليمن ومناطق أخرى من العالم وأضافت بأن الجزائر بدورها تتخبط في الأزمة في أعقاب انهيار سعر البترول والتي كشفت حسبها، عن «طابع المؤسسات البالية التي تفتقد للرؤية الاستشرافية»، حيث أشارت إلى ما اعتبرته التداعيات المتسارعة منذ بداية السنة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وقالت في هذا الصدد، بأن قانون المالية التكميلي لسنة 2015 وقانون المالية لسنة 2016 تضمنا «إجراءات تؤكد سياسة تقشف عنيفة، على حساب القدرة الشرائية للمواطنين»، و أوضحت، بأن سياسة التقشف، لم ينج منها سوى قطاع السكن والتربية والدفاع الوطني، مشيرة إلى تراجع ميزانية التسيير بنسبة كبيرة وهو ما يعني حسبها، أن الحكومة لن تخلق مناصب شغل جديدة ، وبالنسبة لميزانية التجهيز، فقد تراجعت بدورها وهو ما نتج عنه توقف معظم المشاريع الكبرى على حد تعبيرها. و في السياق ذاته أوضحت حنون ، بأن قانون المالية لسنة 2016، سينجر عنه توقف عجلة النمو وهو ما يؤدي إلى زوال المئات من المؤسسات وإحالة الآلاف من العمال على البطالة، مما سينعكس سلبا على صندوق الضمان الاجتماعي وصندوق التقاعد وعلى البلديات، كون الدولة تتنصل عن التمويل العمومي بنسبة كبيرة ما يترتب عنه إفلاس عدد كبير من البلديات - كما قالت- وأضافت بأن الشعب لن يقبل «بالتقشف ولا بنظام شمولي» . وجددت الأمينة العامة لحزب العمال انتقاداتها لقانون الاستثمار ووصفته بالجائر ويتضمن هدايا «للأوليغارشيا». وذكرت حنون بأن عدد المليارديرات في الجزائر يبلغ أكثر من 5 آلاف حسب بعض التقارير. وأضافت بأن الحكومة لم تطلب منهم أن يبذلوا أي مجهود في الظرف الحالي من خلال تسديد ضريبة على الثروة، بل بالعكس -تضيف حنون - فإن الحكومة تقدم لهم الهدايا من المال العام. من جهة أخرى، عبرت حنون عن استغرابها بخصوص ما أسمته بتهجم وزير الصناعة على رجل أعمال جزائري، في إشارة إلى يسعد ربراب، في المقابل يقوم بمدح رجل أعمال آخر. وأضافت في السياق ذاته بأن رجل الأعمال ربراب قادر على الدفاع عن نفسه ، وأوضحت بأن أطرافا ومصالح في فرنسا هي التي انزعجت من «مصنع براند» الذي كان سيقيمه ربراب في الجزائر، باعتبار أن المنتوج كان موجها للسوق الخارجية وبإمكانه منافسة المنتوجات الموجودة في فرنسا وفي بلدان أوروبية. وطالبت حنون في السياق ذاته بالكشف، عن حصيلة مفصلة وعلنية لنشاط المؤسسات المستوردة التي قامت بتضخيم الفواتير وإحالة كل المقاولين والمتعاملين الخواص الذين ضخموا الفواتير على العدالة. وقالت حنون بأن حزبها لن يسكت عن المنكر ولن يسكت على «الأوليغارشيا» المفترسة وعن تبديد المال العام وعن الانحرافات الخطيرة وأضافت بأنه لا يوجد لديها مشكل مع منتدى رؤساء المؤسسات أو مع القطاع الخاص بل مع «الأوليغارشيا « وزمرة قليلة من الأشخاص الذين يفترسون المال العام». وذكرت بأن حزبها يناضل من أجل إرجاع الدولة الجزائرية للشعب الجزائري وأن أهدافه لم تتغير وأن استراتيجيته لم تتغير بل التكتيك هو الذي تغير، نظرا لتغير الظرف السياسي بصفة جذرية، حيث أصبح الخطر الداخلي أكبر من الخطر الخارجي، مضيفة بأن بلادنا مفتوحة على كل الاحتمالات وهو ما يتطلب مناقشة كل المبادرات التي يتم افرازها في هذا الظرف للمساعدة في التعبئة الشعبية وايجاد المخرج على حد تعبيرها . وقالت بأن «التوريث من رابع المستحيلات» وأنه لا يمكن إطلاقا مجرد التخمين في التوريث، معتبرة الانتخابات المقبلة بأنها ستكون مفصلية . من جهة أخرى، عبرت حنون عن دعمها لميثاق السلم والمصالحة، كونه مبادرة جزائرية حصرية، أغلق الباب أمام محاولات تدويل الأزمة الجزائرية وسمح للدولة أن تستعيد سيادة القرار الاقتصادي، لكنها اعتبرت ميثاق السلم والمصالحة بأنه ناقص، داعية إلى استكمال مسار السلم والمصالحة، منتقدة تصريحات رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الانسان فاروق قسنطيني حول المفقودين وقالت بأن السلم سيكون شاملا عندما نعالج كل الملفات بما فيها الحقيقة حول ملف المفقودين. من جهة أخرى انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال، الطريقة التي تم بها توقيف الجنرال بن حديد، وقالت بأنه لا توجد أسرار عسكرية في تصريحات هذا الجنرال.