أثارت كلمات أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، “الحماسية” في دعم الأوليغارشيا الجزائرية، حفيظة حزب العمال الذي حذر من استحواذها على مراكز القرار في البلاد. واستغرب رمضان تعزيبت، القيادي في حزب العمال، تصريح أويحيى في لقائه بمنتخبي حزبه في العاصمة، أول أمس، عندما قال “تحيا الأوليغارشية الجزائرية”. وأوضح تعزيبت أن “كلام أويحيى مثير للاستغراب، فالرجل الذي اشتغل طول مساره في قطاع الدولة، يفترض أن يكون متشبعا بثقافة أخرى”. ثم فصّل النائب العمالي ملاحظته قائلا: “عندما نرى تاريخ أويحيى الذي بدأ في وزارة الخارجية وتواصل عمله في الدولة من وقت بومدين إلى اليوم وتقلب في المسؤوليات الكبرى في الدولة، يأتي اليوم ليساند فئة تريد الاستحواذ على الدولة، فهذا مثير للاستغراب”. وبحسب تعزيبت، فإن “أويحيى تحول إلى مفتي الأوليغارشيا الذي يريد أن يعطي شرعية وأساسا نظريا لاختطافها الدولة”. كما أن كلامه وفق النائب “حمل كثيرا من المغالطات، فأويحيى عندما يقول إن “خبز الدار لا يأكله البراني”، نقول له إن خبز الدار يجب أن يكون لكل الجزائريين، لا للأجانب ولا للأوليغارشيا”. وتساءل تعزيبت عن توقيت دفاع أويحيى بمنصبه الرفيع في مؤسسة الرئاسة عن الأوليغارشيا. “هل يريد لها أن تلعب دورا سياسيا؟ أم يريد تطبيع ما تقوم به لدى الرأي العام؟ ألا يعلم أنها أثرت على قانون المالية التكميلي؟ وتقوم بالضغط على الوزارات وتتدخل في عمل المجلس الشعبي الوطني؟ وتحارب قرار الدولة باعتماد الشيك في المعاملات المصرفية؟”. والمثير للاستغراب وفق تعزيبت، هذا التحول الذي شهده أويحيى، بعد أن كان في وقت سابق يهاجم المافيا السياسية المالية ويقول إنها تشكل خطرا على البلاد، ثم تحول بقدرة قادر إلى مدافع عن الأوليغارشيا. ثم علق قائلا: “ربما أصبح أويحيى واعيا بأن الأوليغارشيا هي من صارت تعيّن في مناصب الدولة السامية”. وبشأن مطالبة أويحيى بقول كامل الحقيقة عن الاقتصاد للجزائريين، قال تعزيبت إن “الحقيقة المرة هي أن الأوليغارشيا التي يدافع عنها أويحيى هي من ينهب خيرات الجزائريين”. والأوليغارشيا هي القلة المتنفذة من رجال الأعمال التي تحتكر الثروة وتحاول الاستيلاء على السلطة، وهي في الحالة الجزائرية - وفق حزب العمال - منتدى رؤساء المؤسسات بقيادة علي حداد.