برزت بوادر انقسام بين أوساط النخبة الحاكمة في ليبيا ، خاصة بعد بيان صدر من مسؤول حكومي رفيع سابق يدعو فيه القيادة الليبية إلى بدء حوار مع المعارضين، ومناقشة صياغة دستور، كما أن خطاب نجل القذافي سيف الإسلام على التلفزيون الرسمي يشير إلى اختلاف داخل النخبة الحاكمة في ليبيا. وصرح محمد بعيو ل "بي بي سي" الذي كان حتى شهر مضى كبير المتحدثين باسم الحكومة الليبية أن القيادة مخطئة في التهديد بالعنف ضد معارضيها، ودعا بعيو سيف الإسلام القذافي إلى بدء حوار مع المعارضة، وأعرب عن أمله في أن يغير هذا الأخير خطابه ليعترف بوجود معارضة شعبية داخلية ويبدأ حوارا معها فيما يتعلق بتغييرات في النظام الليبي. من جهة أخرى كان عدد من الدبلوماسيين الليبيين في الخارج قد أعلنوا استقالاتهم، احتجاجاً على العنف الممارس من قبل السلطات، حيث أن السفير الليبي في الهند علي العيساوي قد أعلن على المباشر عبر قناة "بي بي سي" الفضائية استقالته احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه واتهم الدولة باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين، وقال انه استند في ذلك على شهادات حية من مواطنين ليبيين، كما استقال بدوره الدبلوماسي في السفارة الليبية في الصين حسين صادق المصراتي من منصبه احتجاجاً على العنف أيضاً، وكان مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية قد قدم استقالته من منصبه وأعلن انضمامه "للثورة" احتجاجا على ما يجري في ليبيا. كما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية طالبوا القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش الليبي بقيادة اللواء أبو بكر يونس حقناً للدماء وتجنب المزيد من أعمال الفوضى والعنف الدموي، كما ترددت معلومات عن تقديم المستشار مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي، استقالته من منصبه احتجاجاً على إعطاء الأوامر لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، وشرعت بعثات دبلوماسية عديدة في ترحيل موظفيها بعد ورود معلومات عن قيام بعض عائلات كبار المسؤولين الليبيين بالهروب إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى عمليات تحويل لأموال من مصارف ليبية باتجاه مصارف في دول الاتحاد الأوروبي.