المواهب الجزائرية في فن الرسم كثيرة ولا تجد التكفل الأمثل بها مغامرته مع الشريط المرسوم بدأت منذ الصغر وبالضبط مع تقليد رسومات أبطال السلسلة المتحركة الشهيرة " غريندايزر " و الشريط المرسوم الفرنسي الذي كان ذو رواج كبير، " بيف وهيركول " إلى أن أصبح اليوم من أشهر الرسامين الجزائريين سواء في فن الكاريكاتير أو في فن الشريط المرسوم قبل أن يصل إلى تحقيق حلم العمر بالمشاركة في أول فيلم سينمائي جزائري من نوع الرسوم المتحركة. إنه الرسام الشاب خالد قندولي ابن مدينة قسنطينة الذي رأى النور ذات يوم من أيام شتاء سنة 1977، وهو اليوم من أبرز الرسامين الذين دأبوا منذ ثلاث سنوات على المشاركة في المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر. يقول الرسام خالد قندولي في لقائه بالنصر " بدأت المشاركة في هذه التظاهرة في 2012 وتمكنت من خلال مشاركاتي المتتالية من حصد عدة جوائز وتم اختياري لدخول المنافسة الرسمية للطبعة الثامنة التي تختتم هذا السبت، بعد أن تمكنت من دخول الاحترافية من بابها الواسع''. اشتغل خالد قندولي كرسام كاريكاتوري في يوميتي "لانداكس'' و "المؤشر''، وتمكن من حصد الجائزة الأولى في مسابقة " ميديا ستار " لأحسن رسم وصورة التي نظمها أحد متعاملي الهاتف النقال في 2012''، كما تمكن الرسام إلى اليوم من نشر ثلاث ألبومات من نوع الشريط المرسوم إلى جانب قصص مرسومة للأطفال فضلا عن عديد المشاركات بأعماله في بعض المجلات المتخصصة. من جهة أخرى تمكن محدثنا من المشاركة في مسابقة دولية للشريط المرسوم بألبومين حول تاريخ الجزائر واتفاقيات إيفيان، نال بهما مراتب متقدمة. أما اليوم فقد تحول إلى تصميم وإنتاج الرسوم المتحركة ويقول أن لديه أعمال كثيرة في هذا المجال من بينها أعمال ذات طابع إشهاري تم عرضها على قنوات خاصة. وإلى جانب ذلك فهو مشارك في تصميم أول فيلم جزائري للرسوم المتحركة للمخرج، بشير محمد الشريف بعنوان " تيلالن الشابة والجن " الذي تم اقتباس قصته من التراث الترقي الجزائري ، وهو الفيلم الذي يشارف في عملية الإنتاج كما قال، خالد قندولي على مراحله الأخيرة المرتبطة بعمليتي المونتاج والميكساج. وبالنسبة لرسامنا الذي يشق طريق النجاح أيضا في مجال فن التصميم الغرافيكي فإن الجزائر تتوفر على طاقات ومواهب شابة في مجال الشريط المرسوم وتصميم الرسوم المتحركة أحسن بكثير من بعض بلدان المنطقة التي تمتلك الإمكانيات ومراكز التكوين المتخصصة، غير أنها تواجه كثيرا بقلة الاهتمام والتكفل. وفي رده عن سؤال عن المكانة التي يحتلها حاليا الشريط المرسوم في الجزائر، دعا الرسام قندولي إلى ضرورة تحبيب الشريط المرسوم للأطفال، لما يحمله من رسائل ومن أهمية في التحفيز على المطالعة وفي التحسيس والتوعية من بعض الآفات والمخاطر والظواهر المرضية وكذا في تقديم الكثير من المعارف والحقائق وتنمية ملكة الخيال والإبداع معا لدى الناشئة.