قام يوم أمس، العشرات من سكان قرية عوين الزريقة في جزئها التابع إقليميا لبلدية مجانة بولاية برج بوعريريج، بغلق الطريق الوطني رقم 106، تعبيرا عن استيائهم من انعدام أدنى ضروريات الحياة بتجمعاتهم السكانية، أين رفعوا لائحة من المطالب إلى السلطات المحلية تمثلت في تهيئة الأحياء و تعبيد المسالك المؤدية إلى منازلهم، إضافة إلى المطالبة بتعميم ربط منازلهم و الأحياء السكنية بشبكة الصرف الصحي و الإنارة العمومية. و قد قام السكان بما فيهم الشباب و الكبار بوضع المتاريس و الحجارة و اضرام النيران في العجلات المطاطية، وسط الطريق المزدوج في جزئه الرابط بين عاصمة الولاية و بلدية مجانة، ما أدى إلى إرباك حركة النقل عبر الطريق، خصوصا بعدما سد المحتجون جميع المنافذ في وجه المارة و المسافرين احتجاجا على أوضاعهم المزرية، و أبدى العديد منهم حالة من التذمر في الوقت الذي تم توصيل معظم السكنات بالقرية في الجهة التابعة إقليميا لبلدية البرج، و كذا تسجيل مشاريع لتهيئة الأحياء، في حين تبقى سكناتهم القريبة من دون تهيئة. كما أشار السكان إلى التذبذب الحاصل في توزيع المياه الصالحة للشرب مما يضطرهم إلى جلب المياه من المنابع القريبة أو أبار الخواص، و في هذا الجانب أبدى السكان تخوفهم من تأثير مياه هذه الآبار على صحتهم، لعدم وجود شبكة الصرف الصحي ببعض الأحياء السكنية، ما يجعل مياه المنابع و الآبار عرضة للاختلاط بالمياه المستعملة، خصوصا و أن شبكات الصرف منجزة وفق طرق بدائية، حيث طالب المحتجون بتجديد شبكة توزيع المياه و تسجيل عملية لانجاز شبكة صرف المياه القذرة بالتجمعات السكانية المتبقية، لحمايتهم من مخاطر الاختلاط و كذا للقضاء على الروائح الكريهة المنتشرة بمختلف الأحياء. و فيما تبقى معظم المسالك المؤدية إلى أحياء القرية من دون تهيئة، ناشد السكان السلطات الولائية بالتدخل لفض الإشكال و إنهاء حالة الترقب لدى السكان، بعدما سئموا من الوعود المتكررة طيلة السنوات الماضية، و أوضح ممثل عن المحتجين أنهم يعانون الأمرين بغرقهم في الأوحال و البرك المائية في فصل الشتاء و انتشار الغبار في فصل الصيف، و زاد من تدهور الوضع بحسبهم انعدام الإنارة العمومية حيث تعيش معظم الأحياء في ظلام دامس أثناء الليل. و فيما أصر سكان المنطقة على مواصلة احتجاجهم، قامت مصالح الدرك الوطني بتطويق المكان لتفادي أية تطورات للوضع، و استمر غلق الطريق لساعات ما دفع بأغلب السائقين إلى تغيير وجهتهم نحو الطرق و المسالك الفرعية، حيث تحولت حركة المركبات نحو طريق عين السلطان الذي يعد المنفذ الوحيد نحو عاصمة الولاية بالنسبة لسكان بلديات دائرتي مجانة و جعافرة و كذا مستعملي الطريق الوطني رقم 106. و في محاولة لإعادة فتح الطريق في وجه حركة المرور، تنقل ممثلون عن السلطات المحلية إلى مكان الاحتجاج للاستماع إلى انشغالات المواطنين، أين تم التأكيد على رفع مطالبهم إلى السلطات المعنية، و كذا التطرق الى العوائق التي حالت دون تجسيد مختلف المشاريع التنموية على اعتبار أن هذا الحي يعد من بين الأحياء السكنية الفوضوية التي تشهد توسعا عمرانيا كبيرا، حيث لم تكف المشاريع المسجلة من قبل لتغطية احتياجات السكان و التوسع العمراني الفوضوي، الذي يتطلب تسجيل مشاريع و عمليات تنموية جديدة، و انتظار اتمام انجاز مختلف الشبكات لتهيئة الطرقات و التهيئة الداخلية.