السكان يعودون للاحتجاج و يعزلون مدن وقرى الجنوب عاشت مدن و قرى سهل الجنوب بقالمة أول أمس الخميس على وقع الاحتجاجات الواسعة التي أدت الى عزل إقليم الجنوب بصورة شبه كاملة بعد قيام مئات المحتجين بما يشبه السيطرة على كبرى الطرقات العابرة للمنطقة أهمها الوطني رقم 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة و الوطني رقم 102 الرابط بين وادي الزناتي و إقليم ولاية أم البواقي و الوطني رقم 81 الرابط بين وادي الزناتي و عين مخلوف و طرقات ثانوية أخرى حيث تم شل حركة المرور بالكامل منذ ساعات الصباح الأولى ة هذا للمطالبة بالسكن و تحسين الظروف المعيشية و حل مشكل البطالة بالمدن و القرى الفقيرة . الاحتجاجات انطلقت من مدينة وادي الزناتي بعد إقدام العديد من الأشخاص على قطع الوطني 20 عند مفترق طريق عين مخلوف و ذالك باستعمال الحجارة و المتاريس مطالبين بتحديد قوائم المستفيدين من مشروع السكن الهش الذي استفادت منه المدينة في إطار البرنامج الوطني . الاحتجاج قام به سكان أحد الأحياء المدرجة ضمن المشروع المذكور بعد انتشار إشاعات حول منح الأولوية لأحياء أخرى يعتبر سكانها الأكثر تضررا و خاصة تلك التي مستها الفيضانات الأخيرة الأمر الذي أثار غضب بعض الأحياء التي خرج سكانها الى الطريق الرئيسي و أغلقوه بالكامل . بعد ذالك امتدت عملية غلق الطرقات الى مدينة عين مخلوف أين طالب المحتجون برحيل رئيس الدائرة و قرية عين التراب حيث تم غلق كل المنافذ المؤدية الى عاصمة الولاية و أم الباقي و قسنطينة ، و حسب بعض المصادر فان المطالب المرفوعة هناك تتعلق بالعمل و السكن و تحسين الأوضاع الاجتماعية . و ذكر بأن الاحتجاجات اقتصرت على غلق الطرقات فقط و لم تتخللها أية أعمال شغب أو احتكاكات بين المحتجين و مصالح الدرك و الأمن التي أكتفت بمراقبة الوضع و مساعدة المسافرين العالقين على الطرقات . و قال شهود عيان بأن بعض المنتخبين المحسوبين على المنطقة لم يظهروا بمواقع الاحتجاجات للمساهمة في تهدئة الوضع . و بحلول ساعات المساء طلب من ممثلي المحتجين التنقل الى مقر الولاية لحضور لقاء مع الوالي حول المطالب التي قدمها المحتجون. يذكر بأن مدينة وادي الزناتي قد استفادت من حصة سكنية جديدة تفوق ال900 و حدة للقضاء النهائي على السكن الهش المدرج ضمن إحصاءات 2007 و يتوقع انتهاء الحصة الأولى خلال الأشهر القادمة .و كان والي الولاية قد وعد السكان المدرجين على قوائم 2007 بإعادة إسكانهم جميعا و طالبهم بالصبر بعض الوقت الى أن تنتهي الأشغال بالمشروع الضخم الذي لم تعرفه وادي الزناتي من قبل إلا أن مشكل الأولوية الذي فرضته الفيضانات الأخيرة جعل بعض السكان متخوفين من طول مدة الانتظار لكنهم متأكدون كما قالوا بأنهم سيحصلون على سكن جديد في نهاية المطاف.