ودعت 190 عائلة نهار أمس مساكنها القصديرية بحي ديار الشهداء إلى عمارات جديدة بحي العرامي، وعبر الكثير من المستفيدين عن بالغ امتنانهم للسلطات المحلية التي خلصتهم كما قالوا من معاناتهم صيفا وشتاء، مشيرين إلى أن مساكنهم غير لائقة وغير صالحة للسكن بهذا الحي الذي تشكلت ملامحه الأولى منتصف الستينيات من القرن الماضي. وكانت مصالح بلدية تبسة قد قامت صبيحة أمس بالتنسيق مع لجنة الدائرة وأرباب العمل والمقاولين وعناصر من الشرطة بأكبر عملية ترحيل لساكني هذا الحي، حيث سخرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح العملية، أين خصصت العشرات من الشاحنات والرافعات و الجرافات لإنجاح هذه العملية التي تندرج في إطار القضاء على السكن الهش. واستنادا لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تبسة فإن عملية الترحيل شملت ترحيل أزيد من 190 عائلة من هذا الحي إلى حي العرامي، حيث تم تسخير 75 شاحنة من الحجم الكبير والصغير وعدة رافعات و جرافات لترحيل العائلات وهدم مساكن المستفيدين القديمة، وأكد «المير» بأن المستفيدين المرحلين سيقطنون 448 مسكن بعمارات لائقة بالحي الجديد، مضيفا بأن هناك عملية ثانية لترحيل دفعة أخرى من ساكني هذا الحي وفق القائمة التي تم اعتمادها. وفي سياق آخر طالب عدد من المواطنين بذات الحي الجهات المكلفة بدراسة ملفات السكن الهش بتدعيم قائمة المستفيدين بمساكن إضافية، مشيرين إلى أن اللجان و الخرجات الميدانية التي قامت بها المصالح المعنية قد أسقطتهم من قائمة المستفيدين، بحجة منح مساكن بقدر عدد البيوت الهشة، في الوقت الذي تقطن في بعض المساكن أكثر من عائلة واحدة. وتعد عملية الترحيل التي قامت بها السلطات المحلية أمس الخامسة بمدينة تبسة، وتأتي بعد ترحيل العشرات من قاطني أحياء ولاكومين والزاوية وباب الزياتين ورفانة. وتجدر الاشارة إلى أن السلطات بولاية تبسة كانت قد رحلت مع نهاية العام الماضي 679 عائلة تقطن بمساكن غير لائقة وإعادة إسكانهم في مساكن جديدة وذلك عبر بلديات الشريعة وبئر العاتر وثليجان، وتم هدم 276 مسكن بحي المتقن وشبوكي1 و2 وحي القواسمية وإعادة إسكان عائلاتها في عمارات بطريق ثليجان، كما تفرعت العملية لبلدية ثليجان التي تدعمت ب 31 مسكنا جديدة بحي عباد الزين، وذلك لإزالة السكن الهش على مستوى حي العربي التبسي، ورحلت كذلك 372 عائلة إلى مساكن جديدة بعدة أحياء ببلدية بئر العاتر. وحسب مصادرنا فإن ولاية تبسة تحصي أزيد من 25 ألف مسكن هش متضرر بدرجات مختلفة منها 7 آلاف مسكن في حالة تدهور متقدمة وتتطلب حلولا عاجلة لإعادة إسكان أصحابها الذين يعانون في كل الفصول، وسبق للسلطات أن شرعت منذ عدة سنوات في امتصاص هذا النوع من السكن غير اللائق من خلال تخصيص عدة برامج في هذا الشأن، بحيث خصص البرنامج الخماسي 2004/2009 مثلا 7 آلاف وحدة لمعالجة السكن الهش، كما استفادت الولاية برسم البرنامج الخماسي 2010/2014 من 25 ألف مسكن بينها 12500 وحدة عمومية إيجارية، ورغم هذه البرامج المختلفة التي انتهى عدد منها وسلم للمعنيين إلا أن أزمة السكن تبقى بارزة والسكن يبقى المطلوب رقم واحد في تبسة.